في لبنان... هل استبدلنا أغنيات العيد برثاء الوطن على طريقة المتنبي؟!

9:37
20-07-2021
أميرة عباس
في لبنان... هل استبدلنا أغنيات العيد برثاء الوطن على طريقة المتنبي؟!

"عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ"، عيد الأضحى المبارك اليوم في لبنان لا يشبه فرحة العيد بشيء حيث كان الحال أفضل في الأعياد التي سبقته خلال العام الجاري رغم سوء الوضع منذ أكثر من عام. 

 

كنّا نعتاد على ترديد أغنيات العيد وننتظر أي عيد أو مناسبة سعيدة كي نبتهج ونرقص فرحاً... هذا هو لبنان الذي نعرفه ويعرفنا لكن اليوم نستعير قصيدة أبو الطيب المتنبي لنرثي الوطن بحلول العيد فنقول الأبيات الآتية:

 

عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ بِـمَـا مَـضَـى أَمْ بِـأَمْـرٍ فِـيـكَ تَـجْـدِيـدُ

أَمَّــا الْأَحِــبَّــةُ فَــالْــبَــيْــدَاءُ دُونَــهُـمُ فَــلَــيْــتَ دُونَــكَ بِــيـدًا دُونَـهَـا بِـيـدُ

لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا … وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ

 

وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً … أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ

 

لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي … شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ

 

هذه القصيدة التي تعد أحد أشهر القصائد العربية ترجمت حينذاك الوضع السياسي المتشرذم خلال العصر العبّاسي الثاني إذ نقل المتنبي معاناته الشخصية بأسلوب إنتقالي من الخاص إلى العام كي تعكس المعنى الخاص به والعام الذي يشمل الوضع المذكور، وللتنويه هنا، بعد الجفوة التي حدثت بين المتنبي وسيف الدولة رحل إلى مصر وتقرَّب إلى كافور الإخشيدي، ولما لم يحصل على ما تمناه قرر أن يغادر مصر وكتب هذه القصيدة في هجاء كافور. وخلال تلك الحقبة، كان يعاني المجتمع من الإضطراب المذهبي، والإحتراب الطائفي؛ تلك الحروب التي مزّقت شمل المجتمع العربي وما زلنا ندفع ثمنها لغاية زماننا الراهن. 

 

اليوم ومع أوّل أيام الأضحى المبارك، نرثي العيد في لبنان المفجوع وشعبه الأشبه بالأم الثكلى على طريقة المتنبي في قصيدته الآنف ذكرها خاصة مع إقتراب الذكرى الأولى لإنفجار مرفأ بيروت دون تحقيق العدالة المرجوة في محاسبة المتورّطين في هذه الجريمة. عداك عن البؤس والفقر والعوز الذي لم يعتاد عليه يوماً شعب لبنان "أهل النخوة والكرم". 

 

مع ذلك لن نستسلم ولن نفقد الأمل بل سنبقى كطائر الفينيق الذي يحيى كلما إحترق ليولد من رماده طائر فينيق جديد.