تُجسّد يسرا في هذا العمل شخصية "فريدة هانم" وهي سيّدة ارستقراطية من الطبقة البرجوازية حيث تتحدّث على الطريقة "الفرانكو آراب" (دمج اللغتيْن العربية والفرنسية)، ولا ترتدي سوى الماركات، وتعتمد في إطلالاتها على إرتداء الأزياء الخاصة بهذه الطبقة مثل القبّعة والقفّازات، كما أنّها تهوى شراء التحف، وهي ما زالت تحافظ على عادات وتقاليد البرجوازيّين رغم أنها "مفلسة" ماديًا.

وضمن أحداث العمل، نرى "فريدة هانم" تواجه نجلها الوحيد "آدم" في مشاهد تعكس الصراع الطبقي بين البرجوازية والبروليتاريا حين تطلب منه الإلتحاق بجامعة هامة كي يستطيع الإنتساب إلى النادي الذي يشترط تقديم شهادة جامعية ولا تدخله سوى الطبقة المرموقة من المجتمع، وهو ما يرفضه إبنها، وفي حوار يدور بينهما يقول آدم لوالدته "لن أتسجّل في الجامعة من أجل الإنتساب إلى هذا النادي، وأنا أرفض هذه الطبقة البرجوازية التي اندثرت منذ زمن"، إلا أنّ فريدة هانم تصرخ في وجهه قائلة:"أنتَ من هذه الطبقة شئت أم أبيْت".

وفي مقلب آخر من حوارهما الجدلي، يؤكّد آدم لوالدته أنّ الشهادة الجامعية غير مهمة لطالما هو شاب موهوب يُقدّم عروضًا مسرحية كوميدية من نوع "ستاند آب كوميدي"، وهو ما يتطلب منه خبرة مهنية وليس شهادة أكاديمية، وهذا ما يجعله محط إستهزاء من والدته على الدوام.

هذا الجدل بينهما يجعل مسلسل "أحلام سعيدة" يعكس في إحدى زواياه الدرامية صراع الأجيال، ومدى أهمية الخبرة العلمية أم العملية في ظل الإنتماء إلى الطبقة البرجوازية أم العاملة الكادحة (بروليتاريا)، فضلًا عن تسليط الضوء على المظاهر المادية والإجتماعية لبعض الطبقات الاقتصادية في المجتمع.

نفيد بالذكر أنّ المسلسل المذكور يجمع في بطولته إلى جانب يسرا كل من الممثلات المصريات غادة عادل ومي كساب وشيماء سيف، وهو من تأليف هالة خليل، إخراج عمرو عرفة وإنتاج العدل غروب.