"خريف العشاق"رواية تلفزيونية عن الحب المسيّج بأزيز الرصاص

"خريف العشاق"رواية تلفزيونية عن الحب المسيّج بأزيز الرصاص

 في الحرب عليك ألا تقف في المنتصف أو على مسافة واحدة من طرفي النزاع، حينها سيطلق الرصاص عليك من كلّ صوب... عند احتدام المعارك يجب أن تكون طرفاً، أو ألّا تكون أصلا؟! يقول الرجّل المتنفّذ جمله تلك، وهو يسطو بنزعته السلطوية على كلّ الشخصيات الصغيرة التي يحوّط نفسه بها، صانعاً مجدها الشاسع، بشرط أن تُقسم بالولاء المطلق لصالحه وحده، وعندما يشتمّ رائحة خيانة، أو يرى ملامح انحرافة عند أحد من رجاله هؤلاء، سيضرب بيد من حديد، دون رأفة أو رحمة أو هوادة! تلك إحدى المعطيات الجذّابة في الرواية التلفزيونية «خريف العشّاق» التي كتبتها ديانا جبّور، وتنتجها شركة «إيمار الشام» وقد دارت كاميرة المخرج السينمائي السوري جود سعيد قبل أيام في إحدى البيوت القديمة في حيّ المهاجرين، لتصوير «الأوردر» الأوّل من مشاهدها، كي تكون حاضرة كمسلسل ثلاثيني على المائدة الرمضانية، للفضائيات العربية! 

العمل الذي يلعب بطولته كلّ من النجوم السوريين : محمد الأحمد، صفاء سلطان، أحمد الأحمد، حلا رجب، لجين اسماعيل، علا سعيد، حسين عبّاس، ومجموعة كبيرة من الممثلين والوجوه الشابة،  فيما يحل النجم الكبير أيمن زيدان ضيفا على هذا العمل بدو "العم".

يحكي المسلسل قصة ثلاثة شبان قرروا مجابهة التيّار، وتحدّي الزمن، رغم جلافته وقسوته آنذاك، أي في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، وراحوا بلهفتهم العامرة، وصخب حماسهم المتّقد، نحو حلمهم البسيط، لكّنه بالوقت ذاته يمكن أن يكون كابوساً يشبه المشي على حواف الموت!  وعند تحقيق هذا الحلم أو الكابوس، سيفتح السرد عينه بشكل متداخل بين الشخوص والجغرافيا، والحدث الجسيم الراهن، وسيتقفى الحدث الدرامي أثر كلّ الظروف والأزمات المتلاحقة، والعقبات التي رصفت طريق الحقبة الزمنية تلك! دون أن يصطّف المسلسل مع طرف ضد آخر، لكنّه لا يقبل تغييب حقائق تاريخية جلية! 

«خريف العشّاق»: جائحة حب عاصفة، طوّقتها معطيات حياتية، وسياسية واجتماعية لاهبة، فاشتعلت للحد الأقصى، لكن كلّ ذلك سنتلقّاه بمنطق تلفزيوني سلس، لا يلقي عن كاهله مشروعية الترفيه، والإمتاع، والتسلية، لكن على خلفية تاريخية، بمثابة كناية عن توثيق لمرحلة مترفة بالمعطيات، لم تتصد لها الدراما التلفزيونية السورية والعربية كما يجب!