"نملة تأخذ عدلا وغدي"… سينتيا كرم تعكس واقعاً مؤلماً في "بالدم"

شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً بعد عرض الحلقة 26 من مسلسل "بالدم"، خاصة بعد مشهد مقتل شخصية "عدلا"، التي تجسّدها الممثلة اللبنانية سينتيا كرم. المشهد المؤلم، الذي قُتلت فيه "عدلا" بدم بارد على يد شقيقها، الذي جسده الممثل اللبناني دوري السمراني، خلال احتفالها بعيد ميلاد ابنها الذي لا تعرفه، خلّف موجة من الحزن والغضب بين المشاهدين.
في هذا الاطار، لم تكن لحظة موت "عدلا" مجرد مشهد درامي، بل فتحت الباب أمام نقاش واسع حول ظاهرة جرائم الشرف، التي ما زالت تشكّل قضية حساسة في بعض المجتمعات العربية.
وفي تفاصيل الحلقة، أطلق شقيقها النار عليها، فسقطت أرضاً وهي لا تزال ممسكة بالبالونات التي وضعتها على الدمية "غدي". ومع لحظة وفاتها، أفلتت البالونات من يديها وطارت الدمية في الهواء، وبينما كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، رأت كيف أن الدمية، التي كانت تمثل ابنها المفقود، تنفصل عنها للمرة الأخيرة، وكأنها تشهد وداعاً لآخر شيء كان يربطها بعالمها المفقود.
واختتم المشهد الأخير بصوت سينتيا كرم وهي تغني "نملة صغيرة"، الأغنية التي رافقت شخصيتها طوال المسلسل، لكنها هذه المرة لم تكن مجرد جمل عابرة، بل جاءت كاملة، كأنها تكشف الحكاية التي خبأتها عدلا طويلاً.
لطالما رددت عدلا هذه الأغنية لدمية كانت تراها ابنها الذي لا تعرف شيئاً عنه، وكانت تهمس لها بحنان بينما يراها الجميع مجنونة، لكن كلمات الأغنية، حين غنتها كاملة، كانت رسالة مخبأة، تعكس ألمها العميق، فقدانها، وانتظارها الطويل.
وفي النهاية، لم يكن جنوناً، بل حقيقة مأساوية، فهي لديها ولد لا تعلم أين هو، وكانت الدمية عالمها البديل، تحتضنها كأنها طفلها، وتغني لها علّ صوتها يصل إلى من لا يسمع، الا أنّ القدر لم يمهلها، وشقيقها الذي لم يرحمها أخذ بثأر لا تستحقه، ليتركها تغني للمرة الأخيرة، ليس للدمية، بل لوجعها الذي لم يفهمه أحد.
و تفاعل الجمهور مع الأداء القوي لسينتيا كرم، معبّراً عن تأثره بالمصير المأساوي للشخصية التي حملت في طياتها مزيجاً من الطيبة والحنان والضعف، حيث تمنّى كثيرون أن تنتهي قصتها بطريقة مختلفة، تمنحها فرصة لحياة أفضل مع ابنها.
وانتشرت ورقة نعي تعكس التعلق العميق الذي شعر به الجمهور تجاه شخصية "عدلا" في العمل، حيث تحولت هذه الشخصية إلى جزء من الواقع الاجتماعي. جاءت الورقة بطريقة مبتكرة، تتضمن أسماء المشاركين في العمل بشكل كوميدي، مما أضفى طابعاً خفيفاً على الحزن الذي خلفته النهاية الحزينة.
أيضاً حصدت كرم إشادات واسعة على أدائها المتمكن، حيث أثنى الجمهور على قدرتها على نقل مشاعر الخوف، الاستسلام، والحزن بواقعية لامست قلوب المشاهدين، ما جعل المشهد واحداً من أكثر اللحظات العاطفية في العمل.
من جانب آخر، ربط البعض مشهد مقتل "عدلا" بموت "رهف" (سيرينا الشامي) في مسلسل "ع أمل " الذي عُرض العام الماضي، بنفس الطريقة ولأسباب متشابهة.
وشاركت كاتبة العملين، نادين جابر ، صورة لشخصية عدلا ورهف عبر حسابها على انستغرام وعلقت كاتبة:"بسنة ال 2024 انقتلت رهف بمسلسل ع أمل، وبسنة ال 2025 انقتلت عدلا بمسلسل بالدم، وبين المسلسلين اقتل 17 امرأة عأرض الواقع. كفرحلم ما خلصت, كفرحلم بعدها موجودة، ومشروع قانون مناهضة العنف ضد المرأة اللي تقدّمت فيه من سنة النائبة بولا يعقوبيان بالتعاون مع جمعية كفى كمان بعدو موجود، بس بجوارير المجلس النيابي. الى متى؟؟؟ ".
يذكر أن العمل من بطولة ماغي بو غصن، بديع أبو شقرا، جيسي عبده، ماريلين نعمان، باسم مغنية، وآخرين، وهو من اخراج فيليب أسمر، وانتاج شركة ايغل فيلمز لصاحبها المنتج جمال سنان.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية