تستعد مدينة ميلانو، عاصمة الموضة الإيطالية، لانطلاق أسبوع الموضة الرجالية اعتبارًا من اليوم الجمعة، وسط توقعات بأن يحمل الحدث جرعة كبيرة من الألوان والابتكار، رغم الأزمة التي تعصف بقطاع السلع الفاخرة عالميًا.

وفي ظل التحديات التي يواجهها القطاع، سيقتصر أسبوع الموضة المخصص لمجموعات الخريف والشتاء على 16 عرضًا حيًا فقط، من أصل 75 فعالية مبرمجة. كما ستغيب عن الحدث علامات تجارية بارزة مثل "فندي" و"غوتشي"، حيث فضّلت إقامة عروض مشتركة للرجال والنساء ضمن أسبوع الموضة النسائي المقرر في فبراير المقبل.

كذلك، أعلنت دار "موسكينو" التي افتتحت أسبوع الموضة الرجالية في يونيو 2024، أنها لن تقدم أي عرض مخصص للرجال هذا العام. ومع ذلك، سيشهد الحدث مشاركة أسماء جديدة، مثل المصمم الفرنسي بيار لوي ماسيا، الذي سيفتتح العروض بمجموعة مختلطة للرجال والنساء تحت عنوان "نجمة مضيئة" (Étoile brillante)، وهي تشكيلة مفعمة بالألوان والأنماط الجريئة.

والجدير ذكره أن مبيعات الملابس الرجالية الإيطالية تراجعت بنسبة 3.6% لتصل إلى 11.7 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بزيادة نسبتها 4.7% عام 2023، وانتعاش بنسبة 20.3% في 2022 بعد جائحة كوفيد-19. ووفقًا لتقديرات غرفة الموضة الإيطالية، شهد القطاع بأكمله، بما في ذلك الملابس النسائية، انخفاضًا بنسبة 5.3% في حجم المبيعات ليبلغ 98.7 مليار دولار.

وتعود هذه الانخفاضات بشكل أساسي إلى التوترات الجيوسياسية العالمية، وارتفاع الأسعار، وانخفاض شهية المستهلكين الصينيين للمنتجات الفاخرة. وقال لوكا سولكا، المحلل في شركة "بيرنستين"، إن "الأزمة ترتبط بالمستهلكين الصينيين بشكل رئيسي، حيث أدى انهيار سوق العقارات في الصين إلى شعورهم بالقلق المالي، مما حدّ من إنفاقهم".

وفي ظل هذه التحديات، شدد رئيس غرفة الموضة الإيطالية، كارلو كاباسا، على أهمية الاستثمار في الابتكار باعتباره وسيلة لتحفيز الاستهلاك وتعزيز القطاع. وأضاف: "في أوقات الأزمات، الابتكار هو المحرك الأقوى لدينا لإلهام الأحلام وإحياء الطلب". من جانبه، أشار سولكا إلى أن عروض الأزياء تسهم في زيادة الوعي بالعلامات التجارية وتشجيع النقاش حول القطاع عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يعزز التأثير الإيجابي للحدث على مستوى العالم.

في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه قطاع السلع الفاخرة عالميًا، يبرز أسبوع الموضة الرجالية في ميلانو كمنصة لتعزيز الابتكار وإعادة إحياء الحلم المرتبط بالموضة. وبينما يفرض الواقع الاقتصادي ضغوطًا على العلامات التجارية والمستهلكين على حد سواء، يبقى الاستثمار في الإبداع وسيلة فعالة لتجاوز الأزمة. ومع استمرار ميلانو في تقديم العروض المبهرة، يظل الأمل معقودًا على أن تشكل هذه الفعاليات دفعة لتحفيز الطلب وإعادة الزخم إلى عالم الأزياء الفاخرة.