دراسة تكشف: البروكلي مفتاح الوقاية من السكري!

8:31
15-02-2025
دراسة تكشف: البروكلي مفتاح الوقاية من السكري!

توصلت دراسة سويدية حديثة إلى أن مركبًا طبيعيًا موجودًا في براعم البروكلي قد يساهم في تحسين مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من مقدّمات السكري، وهي الحالة التي تسبق الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وأجرى الباحثون في جامعة غوتنبرغ هذه الدراسة، التي نُشرت في دورية Nature Microbiology، ووجدوا أن هذا المركب قد يكون مكملًا غذائيًا فعالًا لخفض مستويات السكر لدى المصابين بمقدمات السكري.

يُعرف السكري بأنه مرض مزمن ينشأ نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم بسبب عدم كفاية إنتاج الإنسولين أو ضعف استجابة الجسم له. أما مقدّمات السكري، فهي حالة يكون فيها مستوى السكر أعلى من المعدل الطبيعي، ولكنه لا يصل إلى حد التشخيص بالسكري، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

ركزت الدراسة الجديدة على تأثير مركب السلفورافان، الموجود في براعم البروكلي، على الأشخاص المصابين بمقدّمات السكري والذين يعانون من ارتفاع تدريجي في مستويات السكر نتيجة ضعف إنتاج الإنسولين.

في سياق الدراسة، شملت التجربة 89 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 35 و75 عامًا، كانوا جميعهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وارتفاع في سكر الدم الصائم. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث تلقت إحداهما مكمل السلفورافان، بينما حصلت المجموعة الأخرى على دواء وهمي. استمرت التجربة لمدة 12 أسبوعًا، ولم يكن المشاركون أو الباحثون على علم بمن تلقى المركب الفعلي. أكمل 74 مشاركًا جميع مراحل الدراسة.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا السلفورافان شهدوا انخفاضًا أكبر في مستويات السكر الصائم مقارنةً بمن تلقوا الدواء الوهمي، وكان الفرق واضحًا بين المجموعتين.

وتوصل الباحثون إلى أن أفضل استجابة للمركب كانت لدى الأشخاص الذين لديهم علامات مبكرة على الإصابة بمرض السكري الخفيف المرتبط بالتقدم في العمر، وكان لديهم مؤشر كتلة جسم أقل نسبيًا، إلى جانب مقاومة منخفضة للإنسولين وانخفاض في نسبة الإصابة بالكبد الدهني. كما كشفت الدراسة أن بكتيريا الأمعاء النافعة تلعب دورًا في تعزيز فعالية السلفورافان، حيث لاحظ الباحثون أن وجود نوع معين من البكتيريا المعوية لدى بعض المشاركين زاد من التأثير الإيجابي للمركب على مستويات السكر في الدم. ويُقدر أن حوالي 10% من سكان السويد يعانون من مقدمات السكري، لكن لا يوجد حتى الآن بروتوكول علاجي واضح لهذه الحالة، التي قد لا يتم اكتشافها في كثير من الأحيان.

أكد الباحثون أهمية التدخل المبكر للوقاية من تطور المرض إلى السكري من النوع الثاني، مشيرين إلى أن نتائج الدراسة تُبشّر باستخدام السلفورافان كعلاج محتمل. ومع ذلك، شددوا على أن تغيير نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي، وفقدان الوزن، يظل الأساس لأي خطة علاجية ناجحة.

في الختام، تفتح هذه الدراسة أفقًا جديدًا في مجال الوقاية والعلاج المحتمل لمقدّمات السكري، حيث تقدم السلفورافان الموجود في براعم البروكلي كخيار غذائي قد يسهم في تحسين مستويات السكر في الدم. ورغم أهمية هذه النتائج، يبقى الأساس في مكافحة مرض السكري هو تغيير نمط الحياة من خلال التغذية الصحية، ممارسة الرياضة، وفقدان الوزن. إن هذه الاكتشافات تدعو إلى مزيد من البحث والتطوير في العلاجات الوقائية، مما يساهم في حماية صحة الأفراد ومنع تطور المرض إلى مراحل أكثر تعقيدًا.