فقدان حاسة الشمّ أحد أعراض الاكتئاب !

15:05
26-07-2024
فقدان حاسة الشمّ أحد أعراض الاكتئاب !

عندما يبحث المتخصصون في الصحة العقلية عن علامات الاكتئاب، فإنهم يُقيّمون مفاهيم معروفة، مثل أنماط النوم المتغيرة وفقدان الشهية وعدم الاهتمام بالأنشطة اليومية والحزن ونقص الطاقة وتعاطي المخدرات والكحول وصعوبة التركيز والانسحاب الاجتماعي والأفكار الانتحارية، وغيرها من المؤشرات التي ترتبط بالاكتئاب السريري.

أفاد تقرير لموقع «سايكولوجي توداي» أن هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم, بعد أن كان متعارف عليه أن لدراسة علامات الاكتئاب، تقيّم أنماط النوم المتغيرة وفقدان الشهية وعدم الاهتمام بالأنشطة اليومية والحزن ونقص الطاقة وتعاطي المخدرات والكحول وصعوبة التركيز والانسحاب الاجتماعي والأفكار الانتحارية، وغيرها من المؤشرات التي ترتبط بالاكتئاب السريري.

ولا مناص من القول إن تحديد الأسباب والآثار ليس بالأمر السهل عندما يتعلق الأمر بالارتباط القوي بين خلل الشم والاكتئاب.

إذ أنّ هناك أدلة متزايدة على أن الروائح يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية،على سبيل المثال، تُثير رائحة بسكويت طفولتك المفضلة ذكريات جميلة. كما أن حاسة الشم الصحية وحاسة التذوق المرتبطة بها مهمة للاستمتاع بالحياة.

وبالتالي، فإن ضعف حاستي الشم والتذوق يمكن أن يؤدي بشكل مباشر إلى الاكتئاب.في هذا الإطار، أشار الباحثون إلى أن أحد الأسباب التي تجعل حالات الاكتئاب تميل إلى الزيادة مع تقدم العمر هو أن حاسة الشم تتدهور أيضاً.

ومع ذلك، قد يكون ما يجمع بين الشم والاكتئاب عبارة عن ترابط، أكثر من كونه علاقة سببية، وذلك وفقاً لباحثين آخرين. في لاتفاصيل، فالشم والمزاج لديهما أسس عصبية مشتركة في هياكل داخل الدماغ؛ وبالتالي، فإن التغيرات التشريحية في هذه الهياكل، مثل الضمور المرتبط بالإجهاد وزيادة الكورتيكوستيرويدات، يمكن أن تؤثر في الوقت عينه على المزاج والشم، دون وجود رابط سببي مباشر بين الاثنين.

بالإضافة إلى ذلك، التهابات الجهاز التنفسي والحساسية، تعد من الأسباب الرئيسية لتدهور حاسة الشم، وتؤدي أيضاً إلى الالتهاب، والذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً باضطرابات المزاج. وقد أظهرت دراسة حديثة أجريت على مرضى «كوفيد-19» الذين عانوا ضعف حاسة الشم ارتفاع معدل الإصابة بالاكتئاب لدى هؤلاء الأشخاص.

ومن ثم، قد ينشأ كل من الاكتئاب وخلل الشم من عامل ثالث مثل الإجهاد أو الالتهاب أو التغيرات التشريحية في البنى العصبية المشتركة، ولا يرتبطان سببياً ببعضهما البعض بطريقة أو بأخرى.

ونفيد بالذكر أنّه حتى من دون معرفة العلاقة السببية بين الشم والاكتئاب، فإن الترابط بينهما قد يكون مهماً لتشخيص وعلاج المرض العقلي.

وإضافة وظيفة الشم إلى العلامات والأعراض المستخدمة لتشخيص الاكتئاب قد تسهل التشخيص المبكر لدى بعض المرضى، أو تساعد في تحديد شدة الاضطراب.

تسلط الأدلة المتزايدة على العلاقة بين ضعف حاسة الشم والاكتئاب الضوء على أهمية توسيع نطاق تقييم العلامات السريرية للأمراض النفسية. رغم أن الترابط بين الحاسة والمزاج قد يكون أكثر تعقيداً من كونه علاقة سببية مباشرة، فإن دمج تقييم وظيفة الشم ضمن معايير تشخيص الاكتئاب يمكن أن يوفر رؤى قيمة حول الحالة النفسية للمريض. من خلال التعرف على هذا الارتباط، يمكن للمتخصصين في الصحة العقلية تحسين دقة التشخيص وتعزيز استراتيجيات العلاج، مما يساهم في تقديم رعاية أفضل وفهم أعمق للاضطرابات النفسية.