كيف تؤثر أمراض اللثة على صحتك العقلية؟

14:54
23-01-2025
كيف تؤثر أمراض اللثة على صحتك العقلية؟

كشفت دراسة أجرتها جامعة أنهوي الصينية أن أمراض اللثة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الوظائف العقلية وتزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. في التفاصيل، أجريت الدراسة على مجموعة من 51 شخصًا بالغًا لا يعانون من أي مشاكل عقلية واضحة، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، واحدة تضم 11 شخصًا يعانون من أمراض اللثة. تم تحليل صور الأشعة بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم، حيث لاحظ الباحثون تغيرات في الروابط العصبية بين مناطق المخ لدى أولئك الذين يعانون من أمراض لثة حادة.

وقد نُشرت هذه الدراسة في "مجلة علم اللثة" المتخصصة في أمراض اللثة، وجاءت لتسلط الضوء على العلاقة بين صحة الفم والجهاز العصبي. الباحثون أشاروا إلى أن أمراض اللثة، خاصة عندما تكون في مراحل متقدمة، قد تؤدي إلى تدهور في شبكات الاتصال العصبي بالمخ. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من التهابات لثوية متقدمة، فقد أظهرت صور الأشعة وجود تغييرات في بنية الدماغ، مما يعني أن الحالة الصحية للفم قد تكون لها آثار أعمق مما كان يُعتقد سابقًا.

للحفاظ على صحة اللثة، من المهم اتباع روتين يومي يشمل تنظيف الأسنان مرتين يوميًا باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد وفرشاة ناعمة لتجنب تهيج اللثة. يجب أيضًا تنظيف ما بين الأسنان باستخدام خيط الأسنان مرة واحدة على الأقل يوميًا، وذلك لإزالة الطعام والبلاك الذي لا يمكن للفرشاة الوصول إليه. من الضروري زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء الفحوصات والتنظيفات الدورية للكشف المبكر عن أي مشاكل، مثل التهاب اللثة أو تراكم الجير. كما يساهم استخدام غسولات الفم المضادة للبكتيريا في تقليل نمو البكتيريا التي تسبب التهاب اللثة. تجنب التدخين يعد أيضًا أمرًا بالغ الأهمية، حيث يعيق التدخين تدفق الدم إلى اللثة ويزيد من تراكم الجير، ما يعرض اللثة للإصابة بالأمراض. علاوة على ذلك، ينبغي تناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين C والكالسيوم، للمساهمة في تقوية اللثة والأسنان. شرب كمية كافية من الماء يساعد على الترطيب ويحسن صحة الفم، بينما تساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء على تقليل التوتر الذي قد يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل اللثة. باتباع هذه النصائح البسيطة، يمكن الحفاظ على صحة اللثة وتجنب المشكلات التي قد تؤدي إلى التهاب اللثة أو مشاكل الأسنان الأخرى.

ووفقًا للباحثين، يمكن أن تكون البكتيريا الموجودة في اللثة المريضة هي السبب وراء تدهور الوظائف العقلية. عندما تتراكم البكتيريا في اللثة، يمكن أن تنتقل إلى الدماغ عبر مجرى الدم، حيث تسبب التهابًا في الأنسجة العصبية. هذه الاستجابة المناعية قد تؤدي إلى حدوث أضرار بالغة في المخ، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض تنكسية عصبية مثل ألزهايمر.

نذكر أنّ النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تبرز أهمية العناية بصحة الفم كجزء من الوقاية من الأمراض العقلية. علاج أمراض اللثة قد يلعب دورًا كبيرًا في الحد من خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر، حيث يمكن أن يمنع انتقال البكتيريا الضارة إلى الدماغ. الباحثون أضافوا أن هذه الدراسة تفتح المجال لمزيد من الأبحاث حول الرابط بين صحة الفم وصحة الدماغ.

في النهاية، تسلط الدراسة الضوء على أن الاهتمام بالصحة العامة للفم ليس مجرد مسألة تجميلية، بل يتعدى ذلك ليؤثر بشكل مباشر على وظائف الدماغ وصحة الجهاز العصبي. يتوجب على الأفراد أن يكونوا أكثر وعيًا بأهمية العناية بأسنانهم ولثتهم، ليس فقط للحفاظ على الابتسامة، بل أيضًا للمساهمة في الحفاظ على صحة عقلية جيدة على المدى الطويل.