استخدام أدوية مضادة للذهان لتهدئة أعراض الخرف يؤدّي إلى أمراض خطيرة!

10:57
18-04-2024
استخدام أدوية مضادة للذهان لتهدئة أعراض الخرف يؤدّي إلى أمراض خطيرة!

لاحظت دراسة نُشرت اليوم آثاراً جانبية حادة مرتبطة باستخدام أدوية مضادة للذهان لتهدئة أعراض الخرف على سبيل المثال ألزهايمر، ما أثار الجدل في شأن هذه العقاقير.

في التفاصيل، أفادت الدراسة المنشورة في مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" -المجلة الطبية البريطانية- (BMJ) البريطانية بأن "استخدام مضادات الذهان لدى البالغين المصابين بالخرف يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والجلطات الدموية الوريدية واحتشاء عضلة القلب وفشل القلب والكسور والالتهاب الرئوي والفشل الكلوي الحاد".

نذكر أن أدوية ريسبيريدون وهالوبيريدول وكيتيابين وأولانزابين تستخدم عادةً لمعالجة الاضطرابات الذهانية كالفصام. كما تستخدم في بعض الأحيان ضد الاكتئاب المقاوم للأدوية الأخرى. لكنها تعطى أحياناً للمرضى الذين يعانون الخرف، كمرض ألزهايمر، لكن ليس لشفاء هذه الأمراض التي تكون في أغلب الأحال غير قابلة للشفاء، بل لتهدئة أعراض معينة كالسلوك العدواني.

لكن تشير الدراسة إلى أن هذا الاستخدام يثير جدلاً كبيراً بسبب الآثار الجانبية الخطرة التي قد تُحدثها هذه الأدوية، وفعاليتها المحدودة.

بالتالي، لا يُسمح في المملكة المتحدة، حيث أجريت دراسة "بي إم جي"، إلا باستخدام ريسبيريدون وهالوبيريدول لمعالجة الخرف.

كما أظهرت دراسة "بي إم جي" أخطارا أكبر لمضادات الذهان المستخدمة في معالجة الخرف مما بيّنته دراسات سابقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الالتهاب الرئوي.

لكن هذه الدراسة التي استندت إلى فحص رجعي لبيانات من نظام الرعاية الصحية البريطاني، لا تؤكد وجود علاقة مباشرة بين السبب والنتيجة. أي من الممكن مثلاً أن يكون الالتهاب الرئوي، في بعض الحالات، ساهم في ظهور الخرف، وبالتالي في وصف علاجه، وليس العكس.

في هذا الإطار، عدداً من أطباء الأعصاب والشيخوخة أشادوا بجدية المنهجية والطابع المهم لهذه الدراسة، في وقت عادت مضادات الذهان توصف منذ أزمة كوفيد.

من جهته، رأى طبيب الأعصاب تشارلز مارشل أن "الخطر يكمن في أن مضادات ذهان خطرة توصف للمرضى لسبب بسيط هو عدم توافُر عدد كافٍ من العاملين المدربين في مجال الرعاية الصحية لإدارة سلوكهم"، معترفاً بأن هذه الأدوية قد تكون مبررة في حالات نادرة.