دراسة تكشف: الأرز البني يحمل مستويات خطيرة من الزرنيخ!

13:02
14-04-2025
دراسة تكشف: الأرز البني يحمل مستويات خطيرة من الزرنيخ!

في ظل تزايد الاهتمام بالتغذية الصحية والاتجاه نحو الخيارات الغذائية الطبيعية، بات الأرز البني يُروَّج له كبديل صحي للأرز الأبيض، نظراً لاحتوائه على كميات أكبر من الألياف والفيتامينات والمعادن. إلا أن دراسات حديثة بدأت تكشف جانباً آخر من الصورة، مشيرة إلى أن هذا النوع من الأرز قد يحمل في طياته مخاطر صحية غير متوقعة، بسبب احتوائه على مستويات مرتفعة من مادة الزرنيخ السامة. هذه المادة، التي يمكن أن تتسلل إلى أجسامنا عبر النظام الغذائي، قد يكون لها تأثيرات ضارة خاصة على الفئات الأكثر هشاشة، كالأطفال والنساء الحوامل. في هذا السياق، نسلط الضوء على أبرز ما توصلت إليه الأبحاث العلمية حول محتوى الزرنيخ في الأرز، وآثاره الصحية، وسبل التخفيف من مخاطر التعرض له.

أظهرت دراسة حديثة أن الأرز البني يحتوي على مستويات أعلى بكثير من الزرنيخ مقارنةً بالأرز الأبيض، وهو ما يثير القلق نظراً لطبيعة هذه المادة السامة وتأثيراتها الصحية المحتملة. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك بوست»، فإن الباحثين اكتشفوا أن الأرز البني يحتوي على 24% أكثر من الزرنيخ الكلي، و40% أكثر من الزرنيخ غير العضوي، الذي يُعتبر من المواد المسرطنة المعروفة.

ويعد التعرض المزمن للزرنيخ، خصوصاً بنوعه غير العضوي، عاملاً مساعداً في الإصابة بمشكلات صحية عديدة، مثل اضطرابات الجلد والجهاز الهضمي، وزيادة خطر الإصابة بالسكري، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان. كما أن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن التعرض المبكر للزرنيخ في مرحلة الطفولة قد يرتبط بتأثيرات سلبية على النمو المعرفي، إضافة إلى زيادة معدلات الوفاة بين الشباب.

في هذا السياق، يفسر الباحثون سبب ارتفاع نسبة الزرنيخ في الأرز البني بأنه يحتفظ بالقشرة الخارجية للحبة، وهي الجزء الذي تتراكم فيه المواد السامة. وعلى النقيض، يُزال هذا الجزء أثناء معالجة الأرز الأبيض، مما يجعله أقل عرضة لاحتواء الزرنيخ، وإن كان أيضاً أقل غنى بالألياف وبعض المغذيات. وتبرز أهمية هذا الاكتشاف بشكل خاص عند الحديث عن الأطفال دون سن الخامسة، حيث أنهم يستهلكون كميات من الطعام تتناسب مع أوزانهم الصغيرة، ما قد يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بكميات الزرنيخ الموجودة في الطعام.

وعلى الرغم من هذه النتائج، يؤكد الباحثون أن مستويات التعرض للزرنيخ بين معظم الأميركيين الذين شملهم التحليل لم تصل إلى درجة تشكل خطراً صحياً كبيراً، ما يعني أن المخاوف يمكن السيطرة عليها من خلال إجراءات بسيطة. وينصح الخبراء بتنوع مصادر الحبوب وعدم الاعتماد الكلي على الأرز البني، إلى جانب استخدام تقنيات طبخ تقلل من نسبة الزرنيخ، كغسل الأرز جيداً وطهيه في كمية كبيرة من الماء. وقد سبق أن أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إرشادات للحد من استهلاك الأرز، خاصة لدى الأطفال والنساء الحوامل، نظراً لارتباط الزرنيخ غير العضوي بمشكلات في نمو الدماغ وزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان.