دراسة صادمة .. الجراحة تفاقم انتشار سرطان الثدي

9:08
23-12-2024
دراسة صادمة .. الجراحة تفاقم انتشار سرطان الثدي

أظهرت نتائج دراسة طبية أولية أن التدخل الجراحي قد لا يكون مفيدًا لمعظم النساء المصابات بسرطان القنوات الموضعي، وهو نوع منخفض الخطورة من سرطان الثدي، وهو ما يدعم آراء باحثين في هذا المجال.

وقد تم تقديم هذه النتائج في منتدى سان أنطونيو لسرطان الثدي في ولاية تكساس الأميركية، حيث أظهرت البيانات أن النساء المصابات بالمرض واللواتي تم متابعتهن بواسطة التصوير بالأشعة السينية بشكل منتظم لم يكن لديهن احتمالات أكبر لتطور المرض إلى سرطان الثدي خلال العامين التاليين مقارنة بالنساء اللواتي أجرين عمليات جراحية لإزالة الخلايا السرطانية.

والجدير ذكره أن سرطان القنوات الموضعي، الذي يُشار إليه أحيانًا بالمرحلة صفر من سرطان الثدي، ينذر بوجود خلايا سرطانية داخل قنوات الحليب من دون أن تتحول دائمًا إلى نوع سريع الانتشار من السرطان.

وفي الولايات المتحدة وحدها، يُصيب هذا النوع من السرطان أكثر من 50 ألف امرأة سنويًا، حيث يخضع جميعهن تقريبًا للتدخل الجراحي، كما أن العديد منهن يجرين عمليات استئصال للثدي. وسرطان القنوات الموضعي (Ductal Carcinoma in Situ أو DCIS) هو نوع من سرطان الثدي الذي يبدأ في القنوات اللبنية، المسؤولة عن نقل الحليب إلى الحلمة. يُعتبر هذا النوع من السرطان في مراحله المبكرة، حيث تكون الخلايا السرطانية محصورة داخل القنوات ولم تنتشر إلى الأنسجة المحيطة. لذلك يُطلق عليه أحيانًا "المرحلة صفر" من سرطان الثدي، لأنه لا يتسبب عادة في ظهور أعراض ملحوظة، ويكتشف عادة عبر الفحوصات الروتينية مثل التصوير بالأشعة السينية (الماموجرام). رغم أن سرطان القنوات الموضعي يُعتبر منخفض الخطورة في كثير من الحالات، إلا أن هناك احتمالًا في بعض الأحيان أن يتحول إلى سرطان غازي إذا لم يتم علاجه. ويتم عادة علاج هذا السرطان بالجراحة لإزالة الورم، وفي بعض الحالات قد يتطلب العلاج الإشعاعي أو الهرموني. إذا تم اكتشافه في وقت مبكر، فإن التوقعات والفرص العلاجية تكون عالية جدًا، مما يجعل الشفاء ممكنًا في معظم الحالات.

وقد شملت الدراسة 957 امرأة مصابة بسرطان القنوات الموضعي، تم تقسيمهن عشوائيًا إلى مجموعتين، الأولى خضعت للجراحة بينما تم مراقبة المجموعة الثانية عن كثب. وبعد عامين، كانت نسبة الإصابة بسرطان سريع الانتشار في مجموعة الجراحة 5.9%، مقارنة بنسبة 4.2% في المجموعة التي خضعت للمراقبة المنتظمة، وهو فارق لا يحمل دلالة إحصائية حسب نتائج الدراسة.

من جانبها، أوضحت الدكتورة إي. شيلي هوانغ، قائدة الدراسة من معهد ديوك للسرطان في ولاية نورث كارولاينا، أن "هذه النتائج قد تكون مثيرة للجدل للنساء المريضات، ولكن من المهم أن نتابع المزيد من الدراسات على المدى الطويل." وأضافت "إذا استمرت هذه النتائج على المدى البعيد، فقد يكون لدى معظم النساء المصابات بهذا النوع من السرطان منخفض الخطورة خيار تجنب العلاج الجراحي، وهو ما سيغير تمامًا طريقة التعامل مع هذا المرض."

في الختام، تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة في علاج سرطان القنوات الموضعي، وتُظهر أن التدخل الجراحي قد لا يكون الخيار الأمثل لجميع المصابات بهذا النوع من السرطان منخفض الخطورة. إذا استمرت هذه النتائج في المستقبل، فقد يتغير نهج العلاج بشكل جذري، مما يسمح للعديد من النساء بتجنب العمليات الجراحية غير الضرورية، والتركيز على خيارات المراقبة الفعالة. ومع استمرار الأبحاث والمتابعة، يمكن أن تؤدي هذه الاكتشافات إلى تحسين رعاية المرضى وتقديم خيارات علاجية أكثر مرونة وملاءمة.