علاج ضعف البصر مفتاحًا للوقاية من الخرف
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 55 مليون شخص يعانون من الخرف على مستوى العالم. ومع ذلك، تكشف دراسة جديدة أن ضعف البصر قد يُسهم في ما يصل إلى 19% من حالات الخرف بين كبار السن. ووفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد خلصت الدراسة، المنشورة في الدورية الطبية "Jama Ophthalmology"، إلى أن تجنب أو علاج مشكلات البصر يمكن أن يمنع ما يصل إلى حالة واحدة من كل خمس حالات خرف لدى كبار السن. وأكد الباحثون الذين أجروا الدراسة أن تأثير ضعف البصر على الإصابة بالخرف كبير ويستحق مزيدًا من البحث لأغراض الوقاية.
تظهر نتائج الدراسة أن حوالي 5% من حالات الخرف يمكن أن تُعزى إلى ضعف الرؤية عن بُعد، و10% إلى ضعف الرؤية القريبة، و15% إلى مشكلات في حساسية التباين، والتي تعني القدرة على التمييز بين الظلال والألوان. وأوضح الباحثون أن 19% من حالات الخرف يمكن أن ترتبط بمشكلة بصرية واحدة على الأقل، مع زيادة هذه النسبة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 71 و79 عامًا. وأضافوا أن أكثر من 90% من حالات ضعف البصر يمكن الوقاية منها أو علاجها.
وفي هذا السياق، أشار البروفسور أنتوني خواجة من جامعة كوليدج لندن إلى أن الدراسة تدعم الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن علاج أو منع ضعف البصر قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف. وشدد على أهمية إجراء فحوصات العين بانتظام، مشيرًا إلى أن زيارة طبيب العيون قد تكون أداة فعالة ليس فقط لاكتشاف أمراض العيون، بل أيضًا لتشخيص أسباب أخرى شائعة للأمراض مثل الخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، حذر الدكتور توماس ليتل جونز من جامعة أكسفورد من أن الدراسة لا يمكن أن تثبت بشكل قاطع أن مشكلات الرؤية تسبب الخرف، لأنها اعتمدت على عينة صغيرة من الأشخاص في الولايات المتحدة، مما يعني أن النتائج قد لا تكون قابلة للتعميم على نطاق أوسع.
في الختام، تبرز الدراسة الحديثة أهمية معالجة ضعف البصر كاستراتيجية محتملة للوقاية من الخرف بين كبار السن. تشير النتائج إلى أن تحسين الرؤية يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تقليل خطر الإصابة بالخرف، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث وتطوير البرامج التي تعزز الفحوصات البصرية والعلاج المبكر لمشكلات الرؤية. ومع ذلك، يجب توخي الحذر عند تعميم هذه النتائج على نطاق واسع، خصوصًا بالنظر إلى حجم العينة المستخدمة في الدراسة. إن تعزيز الوعي حول العلاقة بين البصر والخرف وتبني أساليب وقائية يمكن أن تكون خطوات هامة نحو تحسين جودة حياة كبار السن وحمايتهم من تدهور الذاكرة.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية