في إطار البحث المستمر عن أفضل الطرق لإنقاص الوزن، تبرز تقنيتان شائعتان هما "الصيام المتقطع" و"تقليل السعرات الحرارية". وبينما تعتبر كلتا الطريقتين فعّالتين، أثارت دراسة جديدة جدلاً حول أيهما أكثر نجاحًا. الدراسة التي نُشرت في مجلة «حوليات الطب الباطني» تقارن بين برنامج "الصيام المتقطع 4:3" وبرنامج تقليل السعرات الحرارية، لتكشف عن تفوق الأول في تحقيق نتائج أفضل على مدار عام. هذا التقييم يفتح المجال لفهم أعمق حول كيفية تأثير هذه الأساليب على الجسم وكيفية اختيار الأنسب لتحقيق أهداف فقدان الوزن.

وتُعدّ كل من طرق "الصيام المتقطع" و"حساب السعرات الحرارية" من الأساليب الشهيرة المستخدمة لفقدان الوزن. لكن أي منهما هو الأكثر فعالية عند المقارنة المباشرة؟ وفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة «حوليات الطب الباطني» (Annals of Internal Medicine)، تبين أن برنامج "الصيام المتقطع 4:3" كان أكثر فاعلية من تقليل السعرات الحرارية في مساعدة الناس على فقدان الوزن خلال عام كامل.

في التفاصيل، عند اتباع برنامج "الصيام المتقطع 4:3"، يُسمح للمشاركين بتقييد السعرات الحرارية فقط في أيام محددة خلال الأسبوع، عكس بعض أساليب الصيام التي تحدد وقت تناول الطعام خلال اليوم. هذا البرنامج يعتمد على تقييد كبير للسعرات في 3 أيام من الأسبوع، بينما يسمح للأفراد بأيام غير محدودة في باقي الأيام.

في هذا الإطار، أوضحت الدكتورة فيكتوريا كاتيناتشي والدكتورة دانييل أوستندورف، أن البرنامج يشمل 3 أيام يتعين فيها تقليل السعرات الحرارية بشكل ملحوظ، بينما تبقى الأيام الأربعة الأخرى دون تقييد غذائي. من جانبها، أكدت الدكتورة كريستا فارادي، وهي أستاذة التغذية في جامعة إلينوي، أن نتائج هذه الدراسة كانت غير متوقعة، خاصة بعد دراسات سابقة تشير إلى أن استراتيجيات الصيام لا تتفوق على تقييد السعرات.

وشملت الدراسة 165 مشاركًا، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى اتبعت نظام الصيام المتقطع 4:3، بينما خفضت المجموعة الثانية السعرات الحرارية بشكل مستمر بمعدل 34% يوميًا. وبعد 12 شهرًا، لاحظ الباحثون أن المجموعة التي اتبعت الصيام المتقطع فقدت وزنًا أكبر بمقدار 6.4 رطل (حوالي 3 كيلوغرامات) مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وبالتالي، استنتج الباحثون أن "الصيام المتقطع 4:3" ربما يكون الخيار الأنسب للمحافظة على فقدان الوزن، حيث يحد من تناول الطعام بشكل أكثر طبيعية ويسهل الالتزام به مقارنةً بأنظمة الصيام الأكثر صرامة. كما يعتقدون أيضًا أن تأثير الصيام المتقطع على هرمونات مثل اللبتين والغريلين، التي تؤثر على الجوع والشبع، يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز فقدان الوزن.

باختصار، تُظهر نتائج هذه الدراسة أن برنامج "الصيام المتقطع 4:3" قد يكون أكثر فعالية في فقدان الوزن مقارنة بتقليل السعرات الحرارية التقليدي. ومع سهولة التزام المشاركين بهذا البرنامج، يبدو أن تقييد السعرات في أيام محددة يساهم بشكل أفضل في تقليل الوزن على المدى الطويل. ومع ذلك، يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات لفهم جميع الآليات التي تجعل الصيام المتقطع خيارًا جذابًا لمَن يسعى إلى تحسين صحته وفقدان الوزن بشكل مستدام.

المصدر: info3