Evo 2.. ثورة الذكاء الاصطناعي في علم الجينوم!

16:23
20-02-2025
Evo 2.. ثورة الذكاء الاصطناعي في علم الجينوم!

كشفت مجموعة باحثين، بتمويل من منظمة "آرك إنستيتيوت"، عن نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يحمل اسم "إيفو 2"، يهدف إلى دمج وتحليل جينوم مختلف الأنواع الحية، في خطوة تهدف إلى تسريع الأبحاث الطبية وتطوير علاجات جديدة للأمراض المعقدة.

يضم "إيفو 2" قاعدة بيانات واسعة تحتوي على أكثر من 128 ألف جينوم كامل، تُخزّن وتُشغّل عبر خدمات الحوسبة السحابية التي توفرها شركة "أمازون ويب سيرفيسس"، وفق بيان رسمي صادر عن المؤسسة. تم تطوير هذا النموذج بالتعاون مع شركة "إنفيديا"، الرائدة في صناعة أشباه الموصلات، حيث تم استخدام نحو ألفي شريحة H100، وهي من أحدث تقنيات "إنفيديا"، في تدريب الذكاء الاصطناعي على تحليل الجينات بدقة عالية.

وتؤكد سيلفانا كونرمان، مديرة "آرك إنستيتيوت"، أن هذا النموذج يمثل أداة قوية من شأنها "تسريع فهم الأمراض البشرية المعقدة"، مما يفتح الباب أمام ابتكار علاجات تستهدف الطفرات الجينية المحددة بدقة أكبر. كما أشار بيان صادر عن "إنفيديا" إلى أن "إيفو 2" قادر على تحديد المتغيرات الجينية المرتبطة بأمراض معينة، ومن ثم تصميم جزيئات علاجية جديدة يمكنها مهاجمة هذه الطفرات بدقة لعلاج المرض.

ويشارك في المشروع باحثون مرموقون من جامعات ستانفورد وبيركلي وسان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، حيث أظهرت الاختبارات المبكرة على جين مرتبط بسرطان الثدي قدرة "إيفو 2" على التمييز بين الطفرات الجينية الحميدة والمسببة للأمراض بدقة تصل إلى 90%. ويُعتبر هذا التطور إنجازًا بارزًا في مجال الطب الجيني، إذ قد يُمكّن العلماء من تطوير تقنيات تشخيصية أكثر فعالية.

ولا تقتصر استخدامات "إيفو 2" على المجال الطبي فقط، إذ يمتلك النموذج القدرة على إحداث تأثير واسع في مجالات أخرى، مثل تطوير أنواع جديدة من المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيًا، مما يساعد على إنتاج نباتات أكثر مقاومة للظروف المناخية القاسية، وأغنى بالعناصر الغذائية.

كما يمكن للنموذج أن يساهم في ابتكار إنزيمات صناعية متطورة قادرة على تحطيم البلاستيك بفعالية أكبر، ما يفتح آفاقًا جديدة في معالجة التلوث البيئي وتقليل المخلفات البلاستيكية.

بهذه التطورات، يثبت "إيفو 2" أن الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث ثورة في المجالات العلمية، ليس فقط عبر تطوير العلاجات، ولكن أيضًا في تحسين البيئة والصحة العامة بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

يمثل نموذج "إيفو 2" خطوة مهمة في توظيف الذكاء الاصطناعي لدراسة الجينوم البشري وتحليل الطفرات الجينية بدقة غير مسبوقة. من خلال شراكته مع مؤسسات بحثية وشركات تكنولوجية رائدة، يفتح المجال أمام ابتكارات ثورية في الطب والزراعة والبيئة. ومع استمرار التطوير، قد يسهم هذا النموذج في إحداث تحولات جذرية في طرق تشخيص الأمراض وعلاجها، بالإضافة إلى إيجاد حلول مستدامة لمواجهة التحديات البيئية والغذائية.