اكتشاف تاريخي في بومبيي: رسوم جدارية عن طقوس باخوس!

15:38
27-02-2025

في اكتشاف مذهل يعزز فهمنا لحياة سكان مدينة بومبيي الرومانية القديمة، تم العثور على مجموعة نادرة من الرسوم الجدارية الضخمة التي تجسد مشاهد من طقوس الإله باخوس، إله الخمر والمسرح. هذا الاكتشاف، الذي وقع في قاعة حفلات بموقع بومبيي الأثري بالقرب من نابولي الإيطالية، يُعتبر حدثًا مهمًا في عالم الآثار، حيث يقدم لمحة فريدة عن الطقوس الدينية والاحتفالات التي كانت تُجرى في تلك الحقبة. الرسوم، التي تعود إلى الفترة ما بين 40 و30 قبل الميلاد، تجسد مشاهد حياة دينية أسطورية، وتُظهر تفاصيل مدهشة حول طقوس الليل المقدسة التي ارتبطت بالإله باخوس.

في التفاصيل، اكتشفت مجموعة نادرة من الرسوم الجدارية الضخمة في قاعة حفلات بموقع بومبيي الأثري بالقرب من مدينة نابولي الإيطالية، وهو اكتشاف وصفه الخبراء بـ"غير العادي" لكونه يمثل موكب إله الخمر باخوس. وقد أعلن الموقع الأثري عن هذا الاكتشاف المهم يوم أمس، مؤكداً أهمية هذا الحدث بالنسبة لعلم الآثار الإيطالي والعالمي.

في التفاصيل، الرسوم الجدارية التي تم اكتشافها تزين الجدران الثلاثة لقاعة حفلات مفتوحة على حديقة، وتشبه إلى حد كبير الرسوم الجدارية الشهيرة في "فيلا الأسرار" في بومبيي. وتعود هذه الرسوم إلى الفترة ما بين عامي 40 و30 قبل الميلاد، وتصور مشاهد طقوسية مرتبطة بالإله باخوس، إله الخمر والمسرح. في الرسوم، تظهر راقصات وصيادون يحملون جدياً مذبوحاً أو سيفاً، بالإضافة إلى شخصيات أسطورية تتميز بآذان مدببة تعزف على الناي أو تقدم القرابين. تمثل هذه الصور جزءاً من الطقوس الليلية التي كانت تُجرى للاحتفال بديونيسوس، الذي يُعرف في الثقافة اليونانية بباخوس.

وواحدة من أبرز مشاهد الرسم تضم شخصية أنثوية تجلس بجانب رجل عجوز يحمل مشعلاً، في إشارة إلى مشاركة الإنسان في الطقوس التقديسية الليلية لمعرفة أسرار الإله. وقد تم رسم كل شخصيات هذه المشاهد على قواعد كما لو كانت تماثيل، مما يعزز الطابع الديني والأسطوري لهذا الاكتشاف.

والجدير ذكره أنّ بومبيي، التي تم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو، تعتبر واحدة من أشهر المواقع السياحية في إيطاليا، حيث تحتل المرتبة الثانية بعد الكولوسيوم في روما من حيث عدد الزوار، الذين بلغ عددهم 4.17 مليون زائر في عام 2024. تمتد مساحة بومبيي الإجمالية إلى حوالي 22 هكتاراً، مع العلم أن ثلث هذه المساحة لا يزال مدفوناً تحت الرماد البركاني الذي أطلقه بركان فيزوف في عام 79 ميلادي.

ساعدت طبقة الرماد البركاني التي غطت المدينة في الحفاظ على المباني والمنازل بشكل شبه كامل، ما جعلها واحدة من أفضل المواقع المحفوظة من حقبة العصور القديمة. كما تم العثور على العديد من الجثث التي تعود إلى ضحايا الكارثة، حيث أودت بحياة حوالي 3000 شخص، مما يوفر للباحثين والمختصين فرصة فريدة لدراسة الحياة اليومية في هذه المدينة الرومانية القديمة.