تحول مبتكر في مواد البناء: تخزين الكربون لمستقبل أكثر استدامة
أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعتي كاليفورنيا دافيس وستانفورد أن مواد البناء المستخدمة بشكل شائع، مثل الخرسانة والبلاستيك، يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة تغير المناخ عن طريق تخزين مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون.
في التفاصيل، نُشرت الدراسة في 10 كانون الثاني يناير 2025 في مجلة "ساينس" ونشرتها الجزيرة، وأوضحت كيفية استخدام هذه المواد لتحقيق أهداف تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم.
تتمثل الفكرة الأساسية التي طرحتها الدراسة في استخدام مواد البناء المعروفة لتخزين الكربون بدلاً من الأساليب المعقدة مثل حقن الكربون تحت الأرض أو تخزينه في المحيط، وهي أساليب تواجه تحديات كبيرة. وبحسب الباحثين، يمكن استغلال كميات المواد التي تُنتج بكثرة عالميًا، مثل الخرسانة، لتخزين الكربون بطريقة أكثر بساطة وفعالية.
في هذا الإطار، أشارت المؤلفة الرئيسية للدراسة، إليزابيث فان رويجن، الباحثة في الهندسة المدنية والعلوم البيئية في جامعة كاليفورنيا دافيس، إلى إمكانية استخدام المواد التي ننتجها بالفعل، مثل الخرسانة، لتخزين الكربون بشكل أكثر استدامة. يُنتج أكثر من 20 مليار طن من الخرسانة سنويًا حول العالم، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لهذا الغرض.
كما قام الفريق البحثي بحساب إمكانيات تخزين الكربون في مجموعة من مواد البناء الشائعة الأخرى، مثل الأسفلت، البلاستيك، الخشب والطوب، حيث يتم إنتاج أكثر من 30 مليار طن منها سنويًا. ويظهر أن هذه المواد توفر فرصة كبيرة لتخزين كميات ضخمة من الكربون.
ولا بدّ من الإشارة إلى انّ واحدة من الطرق الواعدة التي تم استكشافها في الدراسة تشمل إضافة الفحم الحيوي إلى الخرسانة. الفحم الحيوي هو مادة تُنتج عن طريق تسخين النفايات البيولوجية. كما اقترحت الدراسة استخدام صخور صناعية لامتصاص الكربون في الخرسانة أو الأسفلت، بالإضافة إلى استبدال البلاستيك والأسفلت الحاليين بمواد نباتية بدلاً من الوقود الأحفوري، إضافة إلى دمج ألياف الكتلة الحيوية في الطوب.
في هذا السياق، يقدر الباحثون أنه إذا تم تطبيق تقنيات تخزين الكربون في 10% فقط من إنتاج الخرسانة العالمي، يمكن أن تمتص غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل إزالة ملايين السيارات من الطرق سنويًا.
تُظهر هذه الدراسة أن مواد البناء الشائعة قد تكون حلاً مبتكرًا ومستدامًا لمواجهة تحديات تغير المناخ، مما يفتح آفاقًا جديدة في استراتيجيات تقليل انبعاثات الكربون. إن استثمار هذه الإمكانيات يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحد من الأثر البيئي وتحقيق أهداف الاستدامة على مستوى عالمي.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية