عودة مهرجان "أنثستيريا" اليوناني: تقاليد من ألفي عام

10:02
12-02-2025
عودة مهرجان "أنثستيريا" اليوناني: تقاليد من ألفي عام

أعيد إحياء مهرجان أنثستيريا اليوناني القديم في أثينا خلال عطلة نهاية الأسبوع في 8 و9 فبراير. وارتدى المشاركون الأزياء اليونانية التقليدية، وتجمعوا يوم الأحد في أوديون هيرودس أتيكوس، الواقع أسفل الأكروبوليس، للاحتفال تكريمًا للإله دايونيسوس، إله الخمر.

ووفقًا لموقع Greek Reporter، انتقلت الاحتفالات لاحقًا إلى الموقع الأثري في كيراميكوس، حيث قدّم الحضور تحية لأسلافهم الراحلين. انطلقت الفعاليات في اليوم السابق داخل أحد المواقع المقدسة في الديانة اليونانية القديمة، حيث جرى الافتتاح الاحتفالي لجرة مليئة بالخمر الجديد، وهو تقليد يعود لأكثر من ألفي عام.

تاريخيًا، كان مهرجان أنثستيريا يُقام من أواخر فبراير إلى أوائل مارس، وتحديدًا في الأيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر أنثستيريون. كان هذا الحدث، الذي استمر ثلاثة أيام، واحدًا من أربعة مهرجانات رئيسية في أثينا مكرسة لعبادة دايونيسوس. وأشار المؤرخ القديم ثوكيديدس إلى أنه أقدم مهرجان يُقام تكريمًا لهذا الإله.

إلى جانب أثينا، كان يتم الاحتفال بأنثستيريا أيضًا في دول المدن الأيونية والجزر الأيجية. وكان لكل يوم من المهرجان دلالة خاصة، انعكست في اسمه:

بيتويجيا: يوم فتح جرار الخمر.
خوس: يوم الأنشطة المتعلقة بالأباريق.
شيتروي: يوم الاحتفال بالأواني وتكريم الموتى.

في اليوم الأول، كان المشاركون يتذوقون الخمر الجديد، يتبع ذلك طقوس دينية في اليوم الثاني. أما اليوم الأخير، فقد خُصص ليس فقط لتكريم الأسلاف، بل أيضًا لإحياء ذكرى من فقدوا في الفيضان العظيم لديوكاليون، الذي يقابله في التراث الديني قصة طوفان نوح.

يربط البعض بين اسم "أنثستيريا" والكلمة اليونانية أنثوس، التي تعني "زهرة"، ما يشير إلى ارتباطه بالربيع وتجدد الحياة. ومع ذلك، يقترح بعض الباحثين تفسيرًا آخر. فقد أشار الباحث البريطاني آرثر وولغار فيرال إلى أن الاسم قد يكون مشتقًا من الفعل أناثيساسثاي، الذي يعني "الصلاة لأعلى"، حيث كان يُعتقد أن أرواح الموتى تعود إلى الأرض خلال هذا المهرجان.

كما لفتت الباحثة جين إلين هاريسون إلى أن المهرجان كان يحمل جانبًا روحيًا، يتمثل في تهدئة أرواح الأسلاف. ورغم هذا التفسير، ظل الارتباط بفصل الربيع قائمًا، إذ كانت زهور الربيع تزين المنازل، وأدوات الشرب، وحتى الأطفال الذين تجاوزوا سن الثالثة، مما أضفى على المهرجان طابعًا احتفاليًا بهيجًا.

بوجه عام، كان مهرجان أنثستيريا يجمع بين الاحتفال بتجدد الطبيعة وتكريم الموتى، مما جعله حدثًا مزدوج الطابع، يجسد الحياة والموت في آن واحد.