متحف متروبوليتان يعيد كنزًا مسروقًا إلى اليونان

9:56
26-02-2025

رحبت أثينا أمس الثلاثاء بإعادة متحف متروبوليتان في نيويورك قطعة برونزية قديمة كانت قد سُرقت من موقع أوليمبيا اليوناني الأثري في ثلاثينات القرن العشرين، في عملية تندرج ضمن جهود اليونان لاستعادة "كنوزها".

في التفاصيل، أعاد مدير متحف متروبوليتان ماكس هولين إلى وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني "رأسا برونزية لغريفين (حيوان الفتخاء الأسطوري) تعود إلى الفترة من 650 إلى 625 قبل الميلاد وكانت تحتل مكانة مهمة في قسم الآثار اليونانية والرومانية" في المتحف الأميركي الشهير، بحسب بيان لوزارة الثقافة اليونانية.

من جهتها، قالت الوزيرة في البيان إن هذه القطعة التي يبلغ طولها 25,8 سنتيمترا، وكانت في الأصل جزءا من زخرفة مرجل ثلاثي القوائم يقدّم القرابين للآلهة، تشكل "مثالا استثنائيا عن علم المعادن اليوناني القديم". وسُرقت القطعة في عام 1936 من المتحف المحلي في موقع أوليمبيا الشهير في جنوب بيلوبونيز، مهد الألعاب الأولمبية القديمة.

ثم باعها تاجر آثار يوناني إلى زميله الأميركي جوزيف برومر قبل أن يشتريها الممول ونائب رئيس المتحف السابق والتر سي. بيكر الذي أوصى بها، إلى جانب أشياء أخرى من مجموعته، إلى متحف المتروبوليتان في عام 1971، حسب الوزارة. وقال ماكس هولين "إنها إعادة لأحد أكثر العناصر رمزية في مجموعتنا العتيقة".

واستند هولين إلى نتائج تحقيق أجراه متحف متروبوليتان خلصت إلى أن القطعة "لم تخرج من بلدها الأصلي اليونان بطريقة قانونية".

وأشارت لينا ميندوني إلى أن اليونان "كانت واحدة من البلدان التي تعرضت كنوزها الثقافية للسرقة وكانت عرضة للاتجار غير المشروع".

كما أكدت أن "كل الآثار التي نُقلت بشكل غير قانوني من أي بلد يجب أن تعود إلى موطنها الأصلي".

ووقّعت اليونان اتفاقا مع متحف متروبوليتان في عام 2022 من أجل الإعادة التدريجية على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة لـ161 قطعة أثرية من العصر البرونزي كانت في السابق جزءا من مجموعة الملياردير الأميركي والمُحسن ليونارد ستيرن.

تتمتع اليونان بتاريخ عريق، وهي تكافح منذ عقود من أجل استعادة آثارها المنهوبة، بينها خصوصا رخاميات البارثينون التي يحتفظ بها المتحف البريطاني ("بريتيش ميوزيم") منذ القرن التاسع عشر.

وتعد إعادة القطعة البرونزية من متحف متروبوليتان خطوة هامة في جهود اليونان المستمرة لاستعادة كنوزها الثقافية المسروقة. هذه الخطوة تبرز التزام اليونان بالحفاظ على تراثها التاريخي ومحاربة الاتجار غير المشروع بالآثار. مع توقيع اتفاقيات جديدة مع المتحف في 2022، تزداد الآمال في استعادة المزيد من القطع الأثرية القيمة. يبقى أن نرى كيف ستتواصل هذه الجهود لاسترداد المزيد من الآثار التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ اليونان العريق وتراثها الثقافي.