سلسلة أجزاء المسلسلات... هل تنجح بتغيير أبطالها مع أجزائها الجديدة؟!
هناك عدداً من المسلسلات الدرامية العربية التي تنضوي تحت قائمة الأعمال ذات الأجزاء المُتعدِّدة أو ما يُعرَف بعبارة "سلسلة أجزاء"، وبعض هذه المسلسلات تعتمد على أبطال جُدُد مع كل جزء جديد، وهذا ما قد لا يتقبّله المُشاهِد الذي إعتاد على أبطال معيّنين لمسلسل مُحدّد، فهل يُحافِظ المسلسل على نجاحه مع تبديل أبطاله في أجزائه الجديدة؟!
لربّما تختلف الإجابة على هذا السؤال بحسب إختلاف طبيعة العمل الدرامي، مثلاً فيما خصّ مسلسل "الهيبة" الذي يُبدِّل بطلاته مع كل جزء جديد فإنّ قصته الدرامية تسمح له بهذا التبديل في البطلات دون التأثير على مدى نجاح العمل، بمعنى أنّ الجزء الأول من مسلسل الهيبة الذي لعبت دور البطولة النسائية فيه الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم تندرج قصّته بما يتلاءم مع أحداث الجزء المذكور، ليأتي تبديل دور البطولة النسائية لاحقاً بين النجمتيْن نيكول سابا(الجزء الثاني) وسيرين عبد النور (الجزء الثالث) لأنّ أحداث القصة الدرامية لمسلسل "الهيبة" مختلفة بين أجزائه وبالتالي من المنطق أن تتبدّل البطولة النسائية، وهذا الأمر يُؤثِّر على العمل لناحية النجاح الجماهيري الذي تتمتّع به البطلة التي تتقاسم مع الممثل السوري تيم حسن بطولة العمل.
لكن ما ينطبق على مسلسل "الهيبة" قد لا ينطبق على أعمال أخرى تتأثّر بشكل سلبي مع تبديل أبطاله في أجزائه الجديدة، والدليل على ذلك أنّ مسلسل "باب الحارة" بدأ يخسر من جماهيريته مع أجزائه المُتتالية بسبب تبديل أبطاله وأهم شخصياته الدرامية المحورية في العمل إلى جانب المُماطلة الدرامية في أحداثه.
هذا ما لاحظناه أيضاً مع الجزء السادس من المسلسل المصري "ليالي الحلمية" عام 2016 حين تمّ تبديل معظم أبطاله مع تقديم جزء جديد منه بعد سنواتٍ من عرض جزئه الخامس، وذلك مع البقاء على بعض نجوم أجزائه السابقة مثل: إلهام شاهين، هشام سليم، وصفية العمري، لكن لم يُحقّق النجاح المرجو منه مقارنةً بأجزائه القديمة خاصة أنّ هذا العمل منذ التسعينات راسخاً في ذاكرة الدراما العربية.
من المسلسلات "الشبابية" المُعاصِرة نذكر مسلسل "حكايات بنات" الذي بدأ عرض الجزء الأول منه عام 2012 من بطولة صبا مبارك، دينا الشربيني، حورية فرغلي وريهام أمين، ثمّ تمّ تقديم جزئيْن منه مع بقاء صبا ودينا في أدوارهما لكن إنضمت إليهما بدلاً من حورية وريهام كل من الممثلتيْن إنجي المقدّم وندى موسى. ظلّ الجزء الثاني والثالث محافظاً على نجاحه في مصر وبعض الدول العربية رغم تبديل بعض أبطاله، لكن اليوم سيتم تبديل كل البطلات في جزئه الرابع ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان سيستطيع إستكمال نجاحه السابق مع تقبُّل الجمهور لهذا التبديل.
أيضاً نذكر أنّ مسلسل "هبة رجل الغراب" الذي قدّمت فيه دور البطولة الممثلة المصرية إيمي سمير غانم بجزئيْه الأول والثاني، عادت وحلّت مكانها الممثلة ناهد السباعي مع جزئيْه الثالث والرابع، لكن معظم آراء الجمهور إعتبرت أنّ العمل نجح بشكل أكبر مع إيمي.
هذا التبديل في الأبطال مع إختلاف الأجزاء قد لا يتقبّله الجمهور والأمثلة تكثر حول ذلك، وهذا ما ينطبق أيضاً على تقديم نسخة جديدة من مسلسلات قديمة مثل مسلسل "الدنيا هيك" وهو أحد أهم الأعمال التلفزيونية اللبنانية تمّ تقديمه عام 1976 محقّقاً نجاحاً جماهيرياً مع تعاقُب الأجيال، لكن حينما قُدّمت نسخة جديدة منه عام 2010 مع أبطال جُدُد (ما عدا الممثلة آمال عفيش ويوسف فخري) أخفق في تحقيق ذات النجاح! وهذا دليلاً على أنّ تبديل الأبطال في الأجزاء الجديدة لِمعظم الأعمال الدرامية قد لا يتقبّله الجمهور!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية