"يوسف" فيلم لبناني عكس سيكولوجيا الشباب المضطرب في أحياء البؤس!

12:00
04-11-2022
أميرة عباس
"يوسف" فيلم لبناني عكس سيكولوجيا الشباب المضطرب في أحياء البؤس!

 "يوسف" فيلم لبناني انطلق عرضه أخيرًا في دور السينما اللبنانية بعدما جال في المهرجانات الدولية، وهو يُلخّص حالة الإنغماس في واقع الأحياء الشعبية وانعكاساتها على النفس البشرية لدى جيل الشباب. هذا ما شاهدناه في الفيلم المذكور الذي أقيم حفل عرضه الخاص ليل الثلاثاء الفائت بحضور فريق عمله ومجموعة من أهل الصحافة والفن.

يُعد فيلم "يوسف" باكورة أفلام المخرج اللبناني الشاب كاظم فيّاض، وهو من كتابته أيضًا بمشاركة بطل الفيلم الممثل حسين حيدر، والممثل علي منصور، ومن إنتاج "بلو هاوس فيلم" للزميل رضوان مرتضى، والذي شارك في الفيلم من خلال طبيعة مهنته كباحث استقصائي. وتقاسمت الأدوار في العمل وجوهاً معروفة ولها بصمتها: ختام اللحّام، وسام صبّاغ، فايز قزق، وأخرى شابّة نذكر منها: محمد فوعاني وإياد نور الدين.

لا شكّ في أنّ القصة هي البطل الرئيسي في فيلم "يوسف" الذي يتمحور حول التأرجح بين الواقع والحلم، وفي الكلمة التي وجّهها الممثل حسين حيدر (بطل الفيلم بشخصية يوسف) أمام الحضور قبيْل عرض الفيلم قال أنّ الهدف منه إيصال رسالة بضرورة أن يبقى الشباب مصرّاً على أحلامه لتحقيق طموحه. ومع التمعّن في قصة الفيلم، نكتشف أنّه من نوع الأفلام السيكولوجية وبنمط سينما الواقع حيث يتناول قصة شاب عشريني يُدعى يوسف، يعيش في حي شعبي ويعاني من اضطراب نفسي يجعله غير قادراً على التمييز بين واقعه وأحلامه لدرجة أنّه في أحد المشاهِد يسأل والدته عما لو كان ينام فعلاً وهي تؤكّد له ذلك، فيما يعتقد بأنه لم يغفو لمدة ستة أيام! فيذهب لتلقّي العلاج ثم يتوقّف عن ذلك، ويلتحق بمافيا لتجارة الأسلحة كي يحمي شقيقه الصغير المتورّط في هذه التجارة خوفاً عليه من الموت لأنه يحلم بمقتله دون أن ندرك ما إذا كان هذا واقعًا أم حلمًا!

هذا التأرجح دفع بالمخرج لإعتماد "فلاش باك" مع المشهد الأول من الفيلم مع تكرار بعض المشاهِد، واللافت في العمل أيضاً هو بساطة الأداء التمثيلي حيث لم نلمس أي تكلّف في الإعداد للشخصيات الدرامية إنما إتّسمت بأداء عفوي ومقنع. فضلاً عن ذلك، لقد نقل الفيلم واقع البؤس في الأحياء الشعبية والمهمّشة، وسلّط الضوء على مشاكل الشباب القاطنين فيها ما انعكس سلبًا على "يوسف" ليكون نموذجاً من قصص واقعية. ولعلّ هذا الأمر جعل المخرج يرتكز في صورته على الألوان القاتمة أحيانًا والباهتة في أحيان أخرى. ولن ننسى بالتأكيد، أسلوب الحوار الذي أتى من صلب الواقع ومن اللغة المحكيّة بين الشباب خلال الفترة الراهنة.

كل العوامل الآنف ذكرها، صبغت لوناً خاصاً لفيلم "يوسف" في تجربة لبنانية مُشرِّفة وتستحق المُشاهَدة...