رئيس الجمهورية جوزيف عون يكرّم هدى شديد تقديراً لمسيرتها ونضالها

كرّم رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون و السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون الإعلامية اللبنانية هدى شديد، تقديرًا لمسيرتها المهنية ومحاربتها مرض السرطان.

في التفاصيل، شهد حفل التكريم رسائل دعم وتقدير لهدى شديد وكان من أبرزها كلمة الرئيس جوزيف عون حيث قال:"العزيزة هدى، أتوجَّه إليكِ بكلمات من القلب، وأنت تواجهين المرض بقلب نقي وروح متَّحدة بالايمان والعزم. رافقتُ مسيرتك مع المحنة فاستمدَّيتُ من بسمتك الإلهام والأمل. تعلمت من صمتك كيف نخوض الحياة بسلام ورجاء، ومن كلامك كيف يتغلَّب الصبر والمحبة على روح الاستسلام. ثقي يا هدى بأن الحبَّ يحيط بك من كلِّ الجهات، وأن لك تقديراً عاليًا في قلبي وفي قلوب الكثير من اللبنانيين".

أضاف عون: "لو تحدّثت عن مسيرتك الإعلامية وكتاباتك فلن أوفيكِ حقك. تدركين جيداً أنَّك دخلتِ البيوت والقلوب بحرفيتك ومهنيتك العالية وحضورك المتَّقد على الشاشة وفي الإعلام. والأهم أنكِ حافظت على موضوعيتك ووطنيتك الراسخة في ممارستك لرسالتك الإعلامية. أقول رسالة وأنا اؤمن بذلك بكلِّ قواي، لأنَّ الاعلام مهنة مقدَّسة، مكرَّسة لنقلِ الحقيقة، ولاحتضان واقع الناس وآمالهم".

وتابع كلمته قائلاً: "هدى العزيزة، هذه الرسالة شئتها أن تكون دعوة للأمل، وصلاة من أجل شفائك وتعافيك. عجنتك الحياة بكل التحديات والآلام، ومن لا يعرفك جيداً، لا يعرف مقدار القوة التي تتحلين بها، والتي جعلتك تتخطين الحواجز والصعاب. حين شهدتِ في كتابك "ليس بالدواء وحده"، على أن الانتصار في النهاية هو اتحاد مع الله تعالى، ألهمتِ الكثير من المرضى الذين يواجهون السرطان. واليوم أنت المثال الأعلى في قوة الإنسان الباطنية، حتى في عزِّ ضعفه وسقطاته".

وقال: "أنحني أمام قوَّتك يا هدى، وما تعيشينه وتمرِّين به بكلِّ إيمان ورجاء. لا يمكن لأيِّ كلام، أو شهادة، أو تكريم، أن يسمو إلى اختبار أوجاعك بصبر المؤمنين. تقديري لكِ بلا حدود، وأسأل ابن الله شفيعك وشفيعي، أن يرافقك في هذه المرحلة الصعبة، ويمسك بيدك بمحبته اللامحدودة".

أيضاً وجهت شديد رسالة قالت فيها:"تأثرت كثيراً بالعاطفة الكبيرة وباللفتة الإنسانية الراقية التي خصصتموني بها، فخامة الرئيس العماد جوزيف عون والسيدة الأولى نعمت او "نانو" كما اعتدت ان اسمّيك منذ أن تعرفت اليك، وأيضاً نزولاً عند رغبتك ورغبة فخامة الرئيس بأن ابقي على هذا الاسم. اعتدنا في لبنان أن يتم تكريم المرء بعد مماته، انما قد يكون التكريم حياة ثانية وقوة دفع وتشجيع للتسليم بإرادة الرب الذي قال "لا تسقط شعرة من رؤوسكم الا بإرادتي".

استكملت: "الشكر يبدأ عندكما فخامة الرئيس والسيدة الأولى، ويمتد الى رفيق شلالا، الانسان الذي اعتدنا أن يكون استاذنا وراعينا، وهو الذي رافقني من خلال رعايته واحتضانه وارشاداته، طوال 30 سنة قضيتها في القصر الجمهوري أتولى فيها، في مهنة المتاعب، التغطية ليلا نهارا، حتى قيل عني انني كبيرة المراسلين او عرّابتهم في القصر الذي بتّ احفظ عواميده، وقد أمضيت أكثر من نصف حياتي فيه، وهو الذي كان، وسيبقى رمز وحدة الوطن وسلطة الدولة وسلامة المؤسسات، وعند اقفاله تكون الدنيا كلها قد أقفلت في وجهنا، لكنه عاد الى الحياة معكم، فخامة الرئيس".

وقالت هدى : "ان فرحتي اليوم عارمة، وكنت امضيت اكثر من أسبوع أجاهد من أجل أن تكون روحي في هذا التكريم أقوى من مرضي الجسدي، كما رغبت بشدة أن أحضر اليوم وأنا واقفة على رجليّ بدل أن أكون على الكرسي المتحرك الذي رافقني في الفترة الأخيرة. وأرغب في استئذانك، فخامة الرئيس، لكي أقدّم هذا الدرع التكريمي الى الشيخ الضاهر وأسرة المؤسسة اللبنانية للارسال، التي بقيت احتفل فيها بالحياة، هذه المؤسسة التي توّجت فيها مسيرتي واستمديت منها القوة، وساهمت في نشر رسالة لكل مريض بأن الحياة لا تنتهي مع المرض".

وحضر حفل التكريم إضافة الى والد هدى وأفراد عائلتها، رئيس مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، الوزير السابق الدكتور محمد خليفة والفريق الطبي المشرف على علاجها، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المستشارة الإعلامية نجاة شرف الدين، والمسؤولون في الوسائل الإعلامية التي عملت فيها.