في التفاصيل، تَجسّد هذا المشهد الجدلي في مواجهة بين عزيز (جورج خبّاز) ومريم (كاريس بشار) داخل الحي حينما علّق عزيز يافطة كُتبت عليها جملة تُحذّر من تجوّل السوريّين بعد الساعة الثامنة مساءًا لتنتقد مريم ما فعله، ثم يتهمها بالوقاحة، فعزيز يُمثّل حال العديد من اللبنانيّين الذين فقدوا أفراداً من عائلاتهم خلال فترة الوصاية السورية في لبنان، وهذا ما ولّد بداخله كراهية تجاه السوريّين. في المقابل، تُمثّل مريم حال النازح السوري المغلوب على أمره بسبب الوضع المزري في بلاده ولم يجد حلًا سوى بالنزوح إلى لبنان.

وهذا المشهد، يستعرض وجهتيْ نظر، الأولى التي يُعبّر عنها عزيز حينما طالب مريم بالعودة إلى بلادها بعدما تعرّض الشعب اللبناني إلى الظلم بسبب نهج النظام السوري في لبنان، والثانية تُعبّر عنها مريم حينما دافعت بالقول:"إنتوا اللي بَعتوا ورانا...لولانا كنتو قتلتوا بعض"، ليرد عليها عزيز:"اعتقدنا أنّكم قوات ردع عربية بس طلع بدكن مين يردعكن"! لتطالبه مريم بالذهاب إلى الشام كي يأخذ بالثأر ممّن تعرّض له بالأذى.

واتسم الحوار في هذا المشهد بالكثير من الواقعية التي نلمسها في كل نقاش حاد يجمع اللبنانيّين والسوريّين حول مسألة الوصاية السورية في لبنان، ما جعله مشهداً جدلياً بإمتياز لا بد من التوقّف كثيراً عنده!