الاتحاد الأوروبي يحذر من الكافيين: هل القهوة في خطر؟

15:42
21-02-2025
الاتحاد الأوروبي يحذر من الكافيين: هل القهوة في خطر؟

كشف الاتحاد الأوروبي في تقرير حديث، ضمن لائحة تحظر استخدام الكافيين كمبيد للآفات، أن القهوة قد تكون "ضارة" بالصحة البشرية. وفقاً للصحيفة البريطانية "التلغراف"، يشير التقرير إلى أن هناك أدلة علمية تدعم مزاعم بأن الكافيين يمكن أن يتسبب في آثار ضارة على صحة الإنسان إذا تم ابتلاعه، موضحاً أن هذه المادة، التي تعتبر المكون الأساسي في القهوة، قد تضر بالقلب، وتؤثر سلباً على الترطيب ودرجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى أنها قد تثير القلق وتسبب مشاكل في النوم.

كما ذكر التقرير أنه لا توجد أبحاث كافية حتى الآن لتحديد ما إذا كان الكافيين يشكل خطراً على الأشخاص الذين يعملون في بيئة تحتوي على هذه المادة أو الذين يعيشون بالقرب من أماكن معالجتها. التقرير، الذي أعده الاتحاد الأوروبي، جاء في إطار تعزيز قرار حظر استخدام الكافيين في قتل القواقع والرخويات حول مزارع الكرنب والبطاطس. على الرغم من ذلك، فإن هذه التحذيرات أثارت مخاوف من أن لوائح الاتحاد الأوروبي قد تستهدف مستقبلاً القهوة بشكل عام، والتي تعتبر جزءاً أساسياً من الحياة اليومية في أوروبا.

في هذا السياق، انتقد أندرس فيستيسن، عضو البرلمان الأوروبي الدنماركي، هذه الخطوة قائلاً إن البيروقراطيين في بروكسل يفرضون المزيد من القوانين غير الضرورية التي قد تؤثر بشكل غير مبرر على حياة الناس. وأضاف فيستيسن: "هل سيجبروننا في النهاية على شرب القهوة منزوعة الكافيين؟ الأمر أصبح سخيفاً". كما أشار إلى أن هذه المبادرة تذكره بمحاولة سابقة للاتحاد الأوروبي لحظر لفائف القرفة في الدنمارك بسبب محتواها من مادة الكومارين السامة بجرعات عالية، وهو الأمر الذي استدعى تدخل اتحاد الخبازين للتفاوض حول كيفية التصدي لهذا التحدي.

فيما يخص القهوة، يعتقد فيستيسن أن هذه النوعية من التدخلات قد تؤدي إلى قمع الخيارات الشخصية للمواطنين وتقييد الحريات، مشيراً إلى ضرورة ترك مثل هذه القضايا للدول لتديرها بشكل يتناسب مع ثقافتها. وأضاف أنه سيكون من الأفضل أن تُترك العديد من هذه القضايا للأفراد ولممارساتهم الوطنية بدلاً من فرض قوانين بيروقراطية من بروكسل.

في الختام، يسلط هذا التقرير الضوء على الجدل المتزايد حول دور الاتحاد الأوروبي في تنظيم القضايا المتعلقة بالصحة والخيارات الشخصية. رغم أن الهدف من الحظر هو حماية الصحة العامة، إلا أن العديد من المراقبين يشعرون أن التدخلات البيروقراطية قد تتعدى على الحريات الفردية وتحد من خيارات الناس اليومية. تبقى مسألة تنظيم المواد مثل الكافيين تحت المراقبة المستمرة، وسط مخاوف من أن تصبح هذه السياسات أكثر تدخلاً في الحياة اليومية للمواطنين.