قالت الباحثة في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وانغ لي بينغ، في تصريحاتها يوم أمس، إن معدل الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف اختصارًا بـHMPV، والذي يشبه إلى حد كبير فيروس الإنفلونزا، شهد تراجعًا ملحوظًا في شمال الصين. ويأتي هذا التطور وسط مخاوف دولية متزايدة من احتمال حدوث جائحة، مع زيادة انتشار الفيروس في بعض المناطق.

والجدير ذكره أنّ فيروس HPMV، الذي ينتمي إلى نفس عائلة الفيروسات المسببة للإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، يسبب أعراضًا مشابهة لتلك التي تحدث بسبب نزلات البرد أو الإنفلونزا. من بين الأعراض الشائعة التي يسببها الفيروس الحمى، السعال، واحتقان الأنف. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض غالبًا ما تزول من تلقاء نفسها، إلا أنها قد تتسبب في مضاعفات خطيرة لدى الأطفال، كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة، حيث يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي السفلي مثل الالتهاب الرئوي.

وخلال مؤتمر صحفي عقدته اللجنة الوطنية للصحة في الصين، أكدت وانغ أن فيروس HPMV ليس فيروسًا جديدًا، بل إنه ينتشر بين البشر منذ عدة عقود على الأقل. وأضافت أن السبب وراء زيادة عدد الحالات المسجلة في السنوات الأخيرة يعود إلى تحسين طرق الكشف عن الفيروس وتطور الأساليب التشخيصية.

في الوقت الحالي، أوضحت وانغ أن معدل حالات الإصابة بفيروس HPMV في شمال الصين بدأ في التراجع، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا. كما بينت أن الإصابات بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا بدأت في التراجع أيضًا، مما يعكس تحسن الوضع في المناطق المتأثرة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الزيادة في الإصابات بفيروس ميتانيموفيروس البشري HMPV في الصين مؤخراً أثارت قلقًا متزايدًا في العديد من البلدان. وقد شهدت المقاطعات الشمالية في الصين ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالفيروس، لا سيما بين الأطفال. وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مقلقة من المستشفيات الصينية تُظهر الازدحام والمرضى مرتدين الأقنعة، مما يذكر البعض بأيام تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان قبل خمس سنوات، والذي أسفر عن وفاة أكثر من 7 ملايين شخص حول العالم. وعلى الرغم هذه المخاوف، وحينها أكدت السلطات الصينية أن الوضع تحت السيطرة، مشيرة إلى أن تفشي فيروس HMPV هو جزء من الدورة الموسمية للأمراض التنفسية في فصل الشتاء، وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن الأعراض هذا العام أقل حدة مقارنة بالسنوات السابقة.

ومن الجدير بالذكر أنه في الوقت الراهن لا يوجد لقاح أو علاج متاح لهذا الفيروس. لذلك، يشدد الخبراء على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية لمنع انتشار الفيروس وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. تشمل هذه التدابير غسل اليدين بشكل منتظم، تجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، وارتداء الكمامات في الأماكن العامة لتقليل خطر الإصابة. وعلى الرغم من تراجع حالات الإصابة حاليًا، يبقى من الضروري مراقبة الوضع عن كثب، حيث أن فيروس HPMV يظل يشكل تهديدًا، خاصة في ظل غياب العلاج أو الوقاية الفعالة في الوقت الحالي.