تحذير: النوبات الإقفارية العابرة تترك آثارًا دائمة على الدماغ

أظهرت الأبحاث أن التعرُّض للسكتة الدماغية يزيد بشكل كبير من خطر التدهور المعرفي والخرف. وفي دراسة حديثة، تم الكشف عن أن النوبة الإقفارية العابرة (TIA)، التي تعرف أيضاً بـ "السكتة الدماغية الصغيرة"، قد يكون لها تأثيرات مشابهة على الدماغ على المدى البعيد، مما يجعلها أكثر خطورة مما كان يُعتقد سابقًا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست".
قام باحثون من جامعة ألاباما في برمنغهام، الولايات المتحدة، بمتابعة 356 شخصًا أصيبوا بنوبة إقفارية عابرة لأول مرة، بالإضافة إلى 965 شخصًا عانوا من سكتة دماغية لأول مرة. وتبين أن مجموعة الأشخاص الذين تعرضوا للسكتة الدماغية شهدت أكبر تدهور إدراكي فور الإصابة. بينما اختفت أعراض المصابين بالنوبة الإقفارية العابرة بسرعة، لكن من الواضح أن هناك تأثيرًا مستمرًا على الدماغ قد يؤدي إلى تدهور إدراكي طويل الأمد.
في هذا الإطار، قال الدكتور رافائيل ساشو، مدير جراحة المخ والأعصاب في مستشفى جامعة ستاتن آيلاند، إن هذه الدراسة تبرز أن الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض سكتة دماغية واضحة قد لا يزالون في خطر. وأضاف ساشو أن من غير المعروف إذا كانت الأضرار العصبية المستمرة يمكن تجنبها من خلال الوقاية من النوبات الإقفارية العابرة أو السكتات الدماغية، ولكنه أكد أن تحسين الصحة القلبية الوعائية، مثل السيطرة على ضغط الدم وخفض الكوليسترول وإدارة مرض السكري، يعد أمرًا بالغ الأهمية.
ما هي النوبات الإقفارية العابرة؟
النوبات الإقفارية العابرة هي انقطاع مؤقت لتدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى أعراض مشابهة للسكتة الدماغية، وتستمر عادة من دقيقتين إلى 15 دقيقة. بينما تحدث السكتة الدماغية عندما يدوم العجز العصبي لفترة أطول ويكون دائمًا جزئيًا، وغالبًا ما تكون مصحوبة بتغيرات واضحة في التصوير بالرنين المغناطيسي، لا تُظهر النوبات الإقفارية العابرة دائمًا أي علامات على التصوير الدماغي.
تحدث النوبات الإقفارية العابرة عادة بسبب جلطة دموية ناتجة عن تضييق الأوعية الدموية في الدماغ، وهو ما يُعرف بتصلب الشرايين. يمكن أن تسهم أمراض القلب، والرجفان الأذيني، والتدخين في زيادة خطر الإصابة بهذه النوبات. كما أنها أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.
أعراض النوبات الإقفارية العابرة تشمل:
ضعف أو خدر أو شلل في الوجه، أو الذراع، أو الساق، غالبًا في جانب واحد من الجسم.
فقدان البصر أو ضبابية الرؤية أو الرؤية المزدوجة أو صعوبة الرؤية في إحدى العينين أو كليهما.
صعوبة في الكلام أو إيجاد الكلمات أو الكلام غير الواضح.
الدوخة أو فقدان التوازن أو التنسيق.
الارتباك أو صعوبة فهم الآخرين.
صداع شديد بدون سبب معروف.
صعوبة في المشي أو البلع أو القراءة أو الكتابة.
وخز في نصف الجسم.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ تكمن أهمية هذه الدراسة أنها تبرز التأثيرات الطويلة الأمد للنوبات الإقفارية العابرة (TIA)، التي قد تكون مشابهة لتلك التي تحدث بعد السكتة الدماغية الكبيرة. على الرغم من أن الأعراض عادة ما تختفي بسرعة في حالة النوبة الإقفارية العابرة، فإن هذه الدراسة تظهر أن هناك تأثيرًا دائمًا قد يرتبط بالتدهور الإدراكي على المدى الطويل.
وفي الختام، يوصي الأطباء بأن تعتبر النوبات الإقفارية العابرة بمثابة علامة تحذيرية من أن السكتة الدماغية الأكبر قد تحدث في المستقبل القريب.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية