دخان الشموع أخطر مما تظن: دراسة جديدة تثير القلق

11:59
10-02-2025
دخان الشموع أخطر مما تظن: دراسة جديدة تثير القلق

كشفت دراسة حديثة أن إشعال الشموع قد يكون له تأثير سلبي على وظائف الدماغ، حيث يمكن أن يؤدي إلى ضعف في بعض القدرات الإدراكية.

وبحسب ما أوردته صحيفة «التلغراف» البريطانية، أجرى باحثون من جامعتي برمنغهام ومانشستر تجربة شارك فيها 26 شخصًا، حيث تم وضعهم في غرفة مضاءة بالشموع لمدة ساعة، ثم طُلب منهم أداء مهام ذهنية بعد مرور أربع ساعات على التعرض للدخان المنبعث منها.

وأظهرت نتائج الدراسة أن أداء المشاركين تراجع في مهام تتعلق بالانتباه والتعرف على المشاعر، ما يشير إلى احتمال تأثر وظائف الدماغ بالتعرض القصير لأبخرة الشموع. ويرى الباحثون أن السبب الرئيسي لهذا التأثير قد يكون الالتهاب الذي يصيب الدماغ نتيجة استنشاق الجسيمات الدقيقة الناجمة عن احتراق الشموع.

وعلى الرغم من هذه التأثيرات الملحوظة، لم تسجل الدراسة أي تأثير على الذاكرة أو سرعة رد الفعل لدى المشاركين، مما يشير إلى أن الضرر قد يكون محدودًا في نطاق وظائف إدراكية معينة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور توماس فاهرتي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الأعصاب في جامعة برمنغهام: «تقدم دراستنا أدلة قوية على أن التعرض القصير الأمد للجسيمات الدقيقة يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية مباشرة على وظائف المخ التي نحتاجها في الأنشطة اليومية».

أضاف أن التعرض المستمر لمثل هذه الجسيمات قد يكون له عواقب أكبر على الصحة الإدراكية بمرور الوقت، مشيرًا إلى ضرورة توخي الحذر عند استخدام الشموع في الأماكن المغلقة.

ويُذكر أن تلوث الهواء الناجم عن الجسيمات الدقيقة، وخاصة جسيمات «PM2.5»، ارتبط في دراسات سابقة بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وأمراض القلب والأوعية الدموية، فضلاً عن تأثيره السلبي على مرضى الربو.

ولا بدّ من الإشارة إلى انّه لتقليل التأثيرات السلبية الناتجة عن إشعال الشموع، يُنصح باستخدام أجهزة تنقية الهواء في الأماكن المغلقة، خاصةً عندما تكون الشموع مضاءة، حيث تساعد هذه الأجهزة في تحسين جودة الهواء وتقليل تركيز المواد الضارة. كما يجب تجنب إشعال الشموع في غرف سيئة التهوية أو خلال فترات طويلة، لتقليل تراكم الدخان والمواد السامة. ومن المهم أيضاً إبقاء مسافة آمنة بين الأشخاص والشموع المشتعلة، لتقليل التعرض المباشر للدخان والحفاظ على صحة الجميع.

وبناءً على هذه النتائج، أوصى الباحثون في الدراسة التي نُشرت في مجلة «نيتشر» بضرورة اتخاذ احتياطات عند إشعال الشموع في المنازل، مثل فتح النوافذ لضمان تهوية جيدة وتقليل تركيز الجسيمات الضارة في الهواء. كما أكدوا على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات طويلة الأمد لهذا النوع من التلوث على صحة الدماغ.

ومع تزايد الاهتمام بجودة الهواء وتأثيراته الصحية، تشير هذه الدراسة إلى أهمية إعادة التفكير في العادات اليومية التي قد تبدو غير ضارة، لكنها قد تؤثر على الأداء الإدراكي والصحة العامة على المدى الطويل.