دواء NU-9 يفتح نافذة أمل لمرضى ألزهايمر

يُعد مرض ألزهايمر من أكثر الأمراض العصبية الشائعة، إذ يصيب الملايين حول العالم، ولا يزال يمثل تحديًا كبيرًا للعلماء والأطباء بسبب عدم توفر علاج فعّال يوقف تطوره. ومع التقدم المستمر في مجال أبحاث الأعصاب، تبرز بين الحين والآخر آمال جديدة من خلال تجارب دوائية واعدة قد تُمهّد الطريق نحو فهم أعمق للمرض وإيجاد حلول عملية. وفي هذا السياق، كشفت دراسة علمية حديثة عن نتائج مشجعة لعقار يُدعى "إن يو-9 (NU-9).
في التفاصيل، كشفت دراسة حديثة أن العقار "NU-9" يُظهر قدرة واعدة على تحسين صحة الخلايا العصبية في النماذج التجريبية لمرض ألزهايمر. وكان هذا الدواء قد حصل سابقاً على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لإجراء تجارب سريرية على مرضى التصلب الجانبي الضموري. وأجريت الدراسة من قبل باحثين في جامعة نورث وسترن بولاية إلينوي الأميركية، ونُشرت نتائجها في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، كما سلط موقع نيوزويك الضوء على أبرز ما ورد فيها.
في التفاصيل، أوضح ريتشارد سيلفرمان، مخترع الدواء وأستاذ بجامعة نورث وسترن، أن هناك حاجة لاختباره على البشر لتحديد فعاليته الدقيقة في علاج ألزهايمر، لكنه أشار إلى أن أداء الخلايا العصبية في النماذج الحيوية المستخدمة يُعد مشابهاً إلى حد كبير لأداء الخلايا العصبية لدى البشر، مما يُعزز من المؤشرات الإيجابية حول الدواء. ويُعد مرض ألزهايمر من الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر تدريجياً على الذاكرة والسلوك والقدرات الإدراكية، وصولاً إلى تدهور شامل في وظائف الدماغ. ويُعتقد أن تراكم بروتينات بيتا أميلويد المشوهة هو أحد الأسباب الرئيسية للمرض، إذ تفقد هذه البروتينات شكلها الطبيعي وتبدأ في الالتصاق ببعضها، مما يؤدي إلى تلف واسع في الخلايا العصبية.
وقد أظهرت التجارب أن عقار "NU-9" يستهدف الآليات المرتبطة بتطور المرض، حيث ساهم في الحد من تراكم البروتينات غير الطبيعية داخل الخلايا العصبية وعلى امتداد تفرعاتها، واحتفظ بتأثيره حتى بعد التوقف عن استخدامه. كما كشفت النتائج عن انخفاض واضح في مستويات التهاب الدماغ. وصرّح ويليام كلاين، الباحث المشارك في الدراسة، أن العلاج بـ "NU-9" أسهم بشكل كبير في تقليل الالتهاب العصبي، وهو أحد العوامل التي تُسهم في تدهور الدماغ لدى مرضى ألزهايمر.
في هذا السياق، تشير أبحاث إضافية إلى أن الدواء قد يُساعد على تنشيط الليزوزومات، وهي عضيات خلوية مسؤولة عن تفكيك المخلفات وإعادة تدويرها، مما يُعزز من صحة الخلايا العصبية ويُبطئ من تفاقم المرض. وتفتح هذه النتائج باباً جديداً للأمل في تطوير علاج فعال لمرض ألزهايمر، وسط استمرار الأبحاث والتجارب السريرية الهادفة إلى تحويل هذا الاكتشاف إلى خيار علاجي قابل للتطبيق البشري.
المصدر: Info3
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية