نتائج مبهرة: لقاح ضد سرطان الكلى يحقق نجاحًا غير مسبوق

15:58
13-02-2025
نتائج مبهرة: لقاح ضد سرطان الكلى يحقق نجاحًا غير مسبوق

طور باحثون في معهد "دانا فاربر" للسرطان في الولايات المتحدة، وكلية الطب في جامعة هارفارد، ومركز "ييل" للسرطان لقاح تجريبي أعطى أمل جديد لمرضى سرطان الكلى. وقد أظهرت النتائج الأولية لهذه الدراسة نتائج واعدة بشأن اللقاح المضاد للأورام في مرضى سرطان الكلى.

وفي تصريحات له، قال الدكتور توني شويري، مدير مركز "لانك" لسرطان الجهاز البولي التناسلي في معهد "دانا فاربر"، إن المرضى الذين يعانون من سرطان الكلى في مراحله المتقدمة (الثالثة والرابعة) يواجهون خطرًا كبيرًا من عودة المرض. وأشار إلى أن الأدوات المتاحة حاليًا لتقليل هذا الخطر ليست مثالية، مما يدفع الباحثين للبحث المستمر عن علاجات أكثر فعالية.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح شويري أن اللقاح التجريبي يهدف إلى "تدريب" جهاز المناعة لدى المرضى بعد إزالة الورم الخبيث جراحيًا، بحيث يتعرف على أي خلايا سرطانية متبقية ويهاجمها. وقد تم تخصيص اللقاح بشكل فردي لكل مريض بناءً على نوع الورم وخصائصه. كما أشار الباحثون إلى أنهم استخدموا "خوارزميات تنبؤية" لاختيار المستضدات المثلى التي يجب تضمينها في اللقاح لتحفيز استجابة مناعية أقوى.

كما شار البيان إلى أن خمسة من المرضى تلقوا أيضًا عقار "إيبيليموماب"، وهو أحد أدوية العلاج المناعي. وقد أظهرت جميع الحالات استجابة مناعية ناجحة ضد السرطان بعد تلقي اللقاح، حيث أظهرت الخلايا التائية، التي تلعب دورًا مهمًا في مكافحة السرطان، زيادة ملحوظة في عددها بمعدل يفوق 166 مرة بعد تلقي العلاج.

كما أكد الباحثون أن هذه الخلايا التائية ظلت موجودة في جسم المرضى لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، مستهدفة خلايا السرطان الموجودة. وأوضح الدكتور باتريك أوت، مدير مركز لقاحات السرطان في معهد "دانا فاربر"، أن هذه النتائج تشير إلى إمكانيات واعدة للغلق الشخصي المضاد للسرطان الذي يحقق استجابة مناعية دائمة.

نذكر أنّ سرطان الكلى هو نوع من السرطان ينشأ في الأنسجة الموجودة في الكلى، وغالبًا ما يتطور في الأنابيب الدقيقة داخل الكلى التي تُسمى الأنابيب الكلوية. يُعد السرطان الكلوي أحد أنواع السرطان التي قد تتطور ببطء في بعض الحالات، بينما قد يكون سريع الانتشار في حالات أخرى.

أكثر أنواع سرطان الكلى شيوعًا هو سرطان الخلايا الكلوية (Renal cell carcinoma)، الذي يُشكل نحو 90% من حالات سرطان الكلى. يظهر السرطان عادة في شكل ورم في أحد الكليتين، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الرئتين والعظام.

من جهته، أشار الدكتور ديفيد أ. براون من مركز "ييل" للسرطان إلى أن هذا النهج يختلف تمامًا عن محاولات سابقة للقاحات ضد سرطان الكلى، حيث تم اختيار مستضدات فريدة تتميز عن الخلايا الطبيعية في الجسم، ما يسمح للجهاز المناعي بمهاجمة السرطان بشكل دقيق وفعال.

ورغم أن بعض المرضى عانوا من آثار جانبية بسيطة مثل ردود فعل موضعية في موقع الحقن وأعراض تشبه الإنفلونزا، لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة. وأكد الباحثون أن هذه الدراسة ستتبعها تجارب سريرية أكبر لتأكيد فاعلية اللقاح وتحقيق نتائج طويلة المدى.