في عصر يشهد زيادة في استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من الصعب على العديد من الأشخاص التحكم في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات. ومن هذا المنطلق، يأتي تطبيق "one Sec" ليقدم حلاً مبتكرًا يساعد المستخدمين في تقليل التصفح العشوائي لمواقع التواصل الاجتماعي والحد من الوقت الضائع على هواتفهم.

يهدف تطبيق "one Sec" إلى مساعدة مستخدمي الهواتف في اتخاذ قرارات واعية بشأن ما إذا كانوا يرغبون في فتح تطبيق معين أم لا. عند محاولة فتح تطبيق أو متصفح، يطلب التطبيق من المستخدم أخذ نفس عميق، مما يمنحه لحظة للتفكير والتراجع إذا لم يكن هذا ما يرغب في فعله. يعمل هذا التمرين البسيط على تمكين المستخدم من التحكم في استخدامه للتطبيقات، وخاصة تلك التي يتم التصفح عليها بشكل عشوائي أو بدون هدف واضح.

وبإمكان المستخدم من خلال التطبيق التعرف على التطبيقات التي يود تقليل استخدامها. وفي كل مرة يفتح فيها أيًا من تلك التطبيقات، يتدخل التطبيق، سواء عن طريق طلب أداء تمرين تنفس أو أي آلية أخرى، مما يمنح المستخدم فرصة لإعادة التفكير قبل الاستمرار.

كما يتيح التطبيق أيضًا إمكانية ضبط إعدادات بحيث يتدخل بعد فترة زمنية معينة من الاستخدام، مما يساعد في تقليل الوقت الذي يضيع دون فائدة. ويركز "one Sec" بشكل رئيسي على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يمكن أن يستخدم أيضًا في منع فتح تطبيقات معينة، مثل تطبيقات العمل خارج ساعات الدوام، حيث يتضمن التطبيق ميزة جدولة المواعيد.  والتطبيق متاح مجانًا على متاجر التطبيقات لأجهزة "iOS" و"أندرويد"، مع وجود نسخة مدفوعة تقدم ميزات إضافية للمستخدمين الراغبين في تعزيز تجربتهم.

ولا يفوتنا أن ننوه إلى أن قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى عدة سلبيات تؤثر بشكل كبير على الفرد والمجتمع. من أبرز هذه السلبيات التأثيرات السلبية على الصحة العقلية، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط إلى مشاعر القلق والاكتئاب، خاصة عند المقارنة بالآخرين، بالإضافة إلى مشاكل في النوم واضطرابات في التركيز. كما أن التفاعل المفرط عبر هذه الوسائل قد يؤدي إلى تباعد العلاقات الاجتماعية، مما يعزز العزلة ويقلل من التواصل الشخصي. من الناحية الإنتاجية، يؤدي التصفح العشوائي إلى تضييع الوقت، مما يؤثر سلبًا على الدراسة أو العمل ويخفض الأداء العام. بالإضافة إلى ذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون مصدرًا للمعلومات المضللة، مما يجعل من الصعب على الأفراد اتخاذ قرارات مستنيرة. كما يمكن أن يعزز الاستخدام المفرط الإدمان على التصديق الاجتماعي، حيث يصبح البعض مهووسًا بالحصول على إعجابات وتعليقات، مما يؤثر على تقدير الذات. وأخيرًا، الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة وآلام الظهر والعينين، ويقلل من النشاط البدني، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

في الختام، يُعد تطبيق "one Sec" أداة فعالة تساعد المستخدمين على استعادة السيطرة على وقتهم واستخدام هواتفهم بشكل أكثر وعيًا. من خلال تقليل التصفح العشوائي وتقديم لحظات تفكير قبل فتح التطبيقات، يُمكن للمستخدمين الحد من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على حياتهم اليومية والتركيز على الأنشطة الأكثر أهمية. مع وجود ميزات إضافية لجدولة المواعيد ومنع الاستخدام المفرط لتطبيقات العمل، يوفر "one Sec" حلولًا مرنة لكل من يسعى لتحسين إدارة وقته والحفاظ على توازن صحي بين العمل والترفيه.