شتاء "حار" في أبرد قارة في العالم!

17:20
14-08-2024
شتاء "حار" في أبرد قارة في العالم!

أفاد المعهد البريطاني المتخصص في دراسة المناطق القطبية أن القارة القطبية الجنوبية على الرغم من كونها أبرد قارات العالم، فهي تشهد كالعديد من القارات موجة حرّ خلال شتائها تدوم استثنائيا مدة طويلة.

في التفاصيل، قال الخبير في هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية توماس كاتون هاريسون لوكالة فرانس برس إن "مدة موجة الحر هذه غير معتادة".

كذلك، أوضح الخبير أن متوسط درجات الحرارة في القارة الجنوبية في تموز/يوليو الفائت كان أعلى بمقدار 3,1 درجات مئوية من المعدلات الموسمية، مما يجعله الثاني في ترتيب أشهر تموز/يوليو الأعلى حرارة- بعد تموز/يوليو 1981 - منذ بدء تسجيل البيانات عام 1979.

كذلك، تراوح متوسط الحرارة اليومية بين 34,68 درجة مئوية تحت الصفر في 15 تموز/يوليو و28,12 درجة مئوية تحت الصفر في 31 تموز/يوليو، وفقًا للبيانات التي نشرتها على الإنترنت جامعة ماين. وبلغ متوسط الحرارة 26,6 درجة تحت الصفر في القارة في 7 آب/أغسطس، وهو آخر تاريخ متاح.

كما وصلت الزيادة عن المعدلات المعتادة إلى ما بين تسع درجات مئوية وعشر في تموز/يوليو فوق منطقة محدودة تشمل منطقة كوين مود لاند وجزءا من بحر ويدل.

والجدير ذكره انّه من المألوف خلال فصل الشتاء في القطب الجنوبي تسجيل زيادات عن مستويات الحرارة المعتادة، ولكن هذه الموجة لم تكن عادية من حيث مدتها، وفقا للعلماء. وأشار توماس كاتون هاريسون إلى أن طول هذه الموجة هو الأمر اللافت. وذكر أن "بيانات أولية جدا توحي باتجاه إلى شتاء يتسم بدفء استثنائي في القطب الجنوبي".

ولا مناص من القول أن القارة البيضاء التي تعصف بها الرياح وتخلو من سكان دائمين أبرد تعتبر مكان في العالم، ولكنها تتأثر أيضا بالاحترار المناخي العالمي.

وبالتالي، خلص علماء في دراسة نشرت نتائجها مجلة "نيتشر جيوساينس" في حزيران/يونيو إلى إمكان بلوغ "نقطة تحوّل" جديدة في أنتركتيكا، إذ تتجه القارة القطبية الجنوبية نحو "ذوبان غير منضبط" لصفائحها الجليدية. ويحدث الذوبان بسبب تسرب مياه المحيط الأكثر دفئاً بين الجليد والأرض التي تقع عليها.

وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، عندما يتجاوز الذوبان المتسارع تكوين الجليد الجديد في القارة، ما يهدد سكان المناطق الساحلية في كل أنحاء العالم.