يتم التحضير لمسلسل جديد بعنوان "حكاية شفيقة" حيث تدور قصة المسلسل حول إمرأة تدعى شفيقة. وقد عُرض هذا الدور على الممثلة سمية الخشاب وأبدت موافقتها لتجسيد هذه الشخصية، علماً أنّ بعض المصادر الصحفية أشارت إلى أنّ الدور نفسه عُرض على النجمة هيفاء وهبي لكنها رفضته. وسيكون تحت إدارة المخرج حسني صالح.

والملفت في هذا العمل أنّه مقتبساً من فيلم شهير للنجوم الراحلين: سعاد حسني، أحمد مظهر وأحمد زكي ألا وهو "شفيقة ومتولي"، وأهمية الفيلم المذكور لا تكمن فقط بأداء ممثليه وبإخراجه إنما أيضاً بقصته المحبوكة درامياً وأغنياته الهادفة. فهذا الفيلم يعكس إسقاطات سياسية وإجتماعية عديدة حيث يتحدث عن الفساد الإداري في الدولة وعن المظاهر المادية الخادعة والمناصب الرفيعة لهشاشة الرجال وقضايا الشرف في المجتمعات المنغلقة! وما زالت إحدى أغنيات هذا الفيلم وهي بعنوان "بانو بانو" لسندريلا الشاشة سعاد حسني محفورة في ذاكرة الجمهور العربي، وهذه الأغنية تتمحور حول موضوع هادف حيث تتحدث بسخرية عن الناس الذين يتخفّون وراء أقنعة مزيّفة لخدمة مصالحهم.
مع الإشارة إلى أنّ فيلم "شفيقة ومتولي" تم طرحه عام 1978، قصة شوقي عبد الحكيم، سيناريو وحوار صلاح جاهين وإخراج علي بدرخان. أما قصته فتدور حول شفيقة(سعاد حسني) التي تقيم علاقة غير شرعية مع أحد الرجال وبعدما يُكشف أمرها تهرب من الصعيد لتعمل في البغاء من ثم تتقرّب من رجال ذوي مناصب سياسية رفيعة ما يجعلها تتعرف على أسرار الدولة وبعد أن يعلم شقيقها متولي(أحمد زكي) حقيقة عملها يحاول قتلها إلا أنّها تُقتل على يد أحد هؤلاء الرجال المرموقين في الدولة كي لا تكشف أسرارهم، ويُقفل المشهد الأخير بمقتلها وهي في حضن شقيقها الذي تلطّخ بدمائها.
علماً أنّ هذا الفيلم يعتبر من أضخم الأعمال السينمائية في عام 1978 وكان من المفترض أن يتولى إخراجه الراحل يوسف شاهين لكن تعذّر عليه ذلك بسبب ظروف صحية، الفيلم مستوحى من حكاية شعبية شهيرة متداولة في كافة مدن الوجه القبلي، وتستند في الوقت ذاته إلى واقعة حقيقية لذا يعتبر تراث ثقافي أدبي.

وبسبب مدى أهمية هذا الفيلم ستكون الممثلة سمية الخشاب مخوّلة من خلاله لتقديم أهم أدوارها على الإطلاق، ومن البديهي أن يقوم الجمهور بمقارنة بين أداء الخشاب مع الراحلة سعاد حسني التي أبدعت في هذا العمل السينمائي لأنّ دور شفيقة مركّب جداً وفيه إنتقال بين عدة مراحل عاطفية ونفسية، فهل ستنجح سمية في تجسيد شخصية "شفيقة"، وهل ستستطيع جذب الجماهير لمشاهدة مسلسل ذي النهاية المعروفة مُسبقاً بقتل بطلته؟!