بعد كل الإنتقادات التي طالت الممثل المصري محمد رمضان خلال الآونة الأخيرة والتي وصلت إلى حد مُناداة البعض لِمُقاطعة أعماله، إستطاع رمضان إستعطاف الجمهور من خلال شخصية "رضوان البرنس" التي قدّمها في هذا العمل، فهو ذاك الشاب المثالي بأخلاقه وطاعته لوالده الذي توفّى وترك ثقلاً كبيراً على أكتافه حيث حَرم جميع أبنائه من الميراث بإستثناء رضوان، لتتطوّر الأحداث بعدها حين يُحاول إخوته قتله فتموت زوجته مع طفله، وبعد فشلهم قاموا بتدبير حيلة لإدخاله السجن وتشريد إبنته في شوارع المدينة.

هنا يولد الصراع بينهم وتولد شرارة الإنتقام والغدر بين الأخوة -غير الأشقّاء- فتتطوّر الأحداث التشويقية ضمن تيمة درامية عنوانها "الإنتقام بِفعل الجريمة" (أي بعد مقتل زوجة وإبن رضوان) أو ما يُعرف درامياً بعبارة Crime Pursued by Vengeance، وتمّ الإعتماد على عنصر "الصدمة" لتشويق المُشاهِد كالذي حصل في مشهد ترك مريم -إبنة رضوان- في موقف السيارات. وللتنويه، لا تُعد هذه التيمة الدرامية جديدة، إذ شاهدنا تيمة الإنتقام في هذا الموسم مع مسلسل "خيانة عهد" لكن الفارق بينهما أنّ الإنتقام بين عهد وإخوتها لم يكن مُعلناً بينهم، أما في مسلسل "البرنس" فإتّسم هذا الإنتقام بالمواجهة.

أما بالنسبة للأداء التمثيلي، لقد أقنعنا رمضان كعادته بالشخصية الدرامية التي يُجسّدها ونال إشادات واسعة من الجمهور والنقّاد، وما يُحسَب إيجابياً لمسلسل "البرنس" أنّه خرج من دائرة البطل الأوْحد إنّما لكل شخصية مساحتها الدرامية فأُعطي لكل ممثل في العمل حقّه، وهذا ما برز تحديداً مع الثنائي فتحي (أحمد زاهر) وفدوى (روجينا) اللذان برعا في تجسيد دور الشر في هذا العمل حتى تفاعل معهما الجمهور وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مطالبين أن يُقدّما مسلسلاً جديداً من بطولتهما معاً. وهنا ننوّه بأنّ كل من أحمد زاهر و روجينا لديهما باع طويل في الدراما، وإستطاعا تكريس خبراتهما لتجسيد هذا الثنائي الشرّير بكيمياء لافتة بينهما. أيضاً قدّم الفنان إدوارد دوراً مختلفاً عن سائر أعماله السابقة حيث شبّه الجمهور أدائه بمدرسة الضاحك الباكي الراحل نجيب الريحاني من خلال شخصيته "عبد المحسن" في البرنس.

لن نغفل عن ذكر باقي العناصر الدرامية مثل الديكور خاصة في الحي الشعبي حيث يسكن رضوان، والسجن، والموسيقى التصويرية مع الأغنيات التي تضمّنها العمل، فخرجت هذه المؤثّرات البصرية والصوتية كي تخدم غايتها في إقناع المُشاهِد والتأثير عليه لِتفاعله أكثر مع مجريات الأحداث، وكل ذلك يأتي ضمن إدارة إخراجية عالية جعلت هذا العمل يتصدّر المشهد الدرامي في رمضان 2020 رغم بعض الإنتقادات التي طالته.