ماغي بو غصن،أدوار "لايت-كوميدي" تليقُ بكِ،ومازن طه نَقَل الواقع عبر الكوميديا في "جوليا"!
جُرعةٌ من الضحكِ المُتواصل نعيشها مع كل حلقة جديدة من مسلسل "جوليا" خاصة في إنتقال جوليا المهووسة بالتمثيل من شخصية لأخرى، فهي كلّما أدّت دوراً تمثيلياً عاشت "الحالة" وتقمّصت الدور ونقلته إلى حياتها اليومية. هذا المسلسل من بطولة ماغي بو غصن، قيس الشيخ نجيب، تقلا شمعون، جيسي عبدو، وسام صباغ، سلطان ديب، تأليف مازن طه، إخراج إيلي ف.حبيب وإنتاج إيغل فيلم.
ترتكز الفكرة الكوميدية في هذا المسلسل حول تقمّص تلك الأدوار رغم أنّه في الحقيقة يعكس مشكلة حقيقية قد يعيشها الممثل في حال عُدنا لأبرز المواقف التي حصلت فعلياً مع بعض الممثلين ضمن هذا الإطار، على سبيل المثال نذكر أنّ الممثل الراحل حسين رياض تعرّض للإصابة بالشلل بسبب واحد من الأفلام التي شارك بها، وهو فيلم "الأسطى حسن"، عام 1952، فلقد أصيب بالشلل في الجزء الأيمن من جسده (ذراعه وساقه) كما هو في الفيلم، فهو كان يقدّم شخصية لرجل أصبح عاجزاً، ويجلس على كرسي متحرّك، وبسبب تقمّصه الشديد للدور أصبحت حالته تُشبه حالة الشخصية السينمائية التي يقدّمها، إلا أنّ زوجته قامت بعلاجه سريعاً، حتى لا يتسبّب ذلك في مرضه، ويستمر الشلل لفترة طويلة. أيضاً يُحكى أنّ الممثلة المصرية صابرين أُصيبت بإكتئاب شديد استمرّ لمدّة سبعة شهور بعد تقديمها مسلسل عن حياة كوكب الشرق أم كلثوم حيث استخدمت شتّى السُبُل لكي تتقمّص شخصية الراحلة قدر الإمكان منها تناول حبوب التسمين لتعيش الدور بحذافيره وهذا ما أرهقها على الصعيد النفسي.
من هذا المنطلق، إستطاع الكاتب الدرامي مازن طه نقل هذا الواقع بأسلوب مختلف ومميّز في قالب من "لايت-كوميدي"، كما أتى أداء الممثلة ماغي بو غصن خير مترجماً للنص الدرامي بإبداع تمثيلي إذ تتنقّل بين الشخصيات بكافة تفاصيلها ليس فقط على صعيد المظهر الخارجي إنما أيضاً من جهة إختلاف لغة الجسد ونبرات الصوت وطريقة التحدّث، وبعدما وصلت حلقات المسلسل للحلقة العشرين باتت الصورة واضحة للقول بأنّ هذا العمل هو من الأعمال المُميّزة في السباق الرمضاني تحت قائمة أعمال لايت كوميدي.
واللافت أنّ الخط الدرامي الذي إرتكز على مشكلة البطلة لقد توازى مع خط درامي عاطفي إلى جانب الكوميديا، فهذا النوع من القصص العاطفية بين الأبطال يجذب المُشاهِد لمتابعة العمل الدرامي ويضيف تفاصيلاً على العمل. وبالتأكيد إنّ كل شخصية درامية في هذا المسلسل أوْفت الدور حقّه، فالممثل قيس الشيخ نجيب الذي قلّما رأيناه في أدوار من هذا النوع إستطاع هذا الموسم تقديم شخصية الشاب الرومانسي في قالبٍ من الفُكاهة، الممثلة تقلا شمعون قدّمت هذه المرّة بجدارة دوراً كوميدياً بعيداً عن أعمال التراجيديا، كما أنّ الممثل سلطان ديب أضاف نكهة كوميدية على هذا الدور رغم أنّ شخصيته التمثيلية ترتكز على كوْنه شاباً عصبياً، أيضاً الممثلة جيسي عبدو تخلّت عن مظاهر الأنوثة مُجسِّدةً دور الصحافية القوية والمُندفعة وفي ذات الوقت هي الصديقة الوفيّة للبطلة.
في الختام، بإمكاننا القول أنّ مسلسل "جوليا" أتى ليستكمل نجاح "كراميل" منذ الموسم الرمضاني المنصرم. وهذه التوليفة الدرامية بين البطلة والكاتب وكافة شخصيات العمل مع عناصره الدرامية الأخرى باتت تضع بصمتها الخاصة في أعمال من نوع "رومانسي لايت كوميدي" وذلك في الوقت الذي تحتاج خلاله الساحة الدرامية لهذا النوع من المسلسلات التي إفتقدناها في السنوات الأخيرة.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية