هذه المُسلسلات لم تَكُن على قدرِ تَوقُّعات نجاحها خلال الموسم الرمضاني!
يومٌ واحدٌ يفصلنا عن عرض الحلقات الثلاثين والأخيرة من معظم المسلسلات التي دخلت السِباق الرمضاني لهذا العام، وككل موسم هناك أعمال نجحت وأخرى أخفقت، وسنتوقّف مع أبرز الأعمال العربية التي تمّ الترويج لها بشكل كبير قبل بدء هذا الموسم إلا أنّها لم تُحقِّق أصداءاً إيجابية مثلما كان متوقّع لها.
البداية مع مسلسل "هارون الرشيد"، بطولة قصي خولي، عابد فهد، كاريس بشّار، سمر سامي، نادرة عمران، ديمة بياعة، نضال نجم، ديمة الجندي، طلال مارديني، ياسر غلوم وغيرهم، كتابة عثمان جحى وإخراج عبد الباري أبو الخير. لم يستطِع هذا العمل تحقيق أصداءاً وإنتشاراً عربياً بقدر التوقّعات، ولربما يعود ذلك بسبب إبتعاد الجمهور عن مشاهدة الأعمال التاريخية خاصة أنّ قصة حياة "هارون الرشيد" مستهلكة في الدراما العربية ،إن صحّ التعبير، والجمهور فضّل في هذا الموسم متابعة أعمال تتناول مواضيع واقعية تعتمد على الزمان والمكان في الوقت المُعاصِر ولم يعُد يهتم بالأعمال التاريخية والدينية مثلما كان هو الحال في فترة التسعينات وبداية الألفية الثانية حيث كان هناك طلباً أكبر على المسلسلات التاريخية. وهذا الأمر لا يلغي المجهود الذي بذله فريق عمل مسلسل "هارون الرشيد" خاصة في تركيبة الشخصيات التي أجادت لعب هذه الأدوار بحرفية تتلاءم مع هذه الشخصيات التاريخية فضلاً عن ضخامة الإنتاج الذي كُرِّس لإنجاح العمل.
فيما خصّ الأعمال المصرية، لقد أُعطِيَ مسلسل "نسر الصعيد" أهمية دعائية أكثر ممّا يستحق وهو بطولة محمد رمضان، درة، وفاء عامر، سيد رجب، تأليف محمد عبد المعطي وإخراج ياسر سامي، ورغم أنّ المسلسل بحسب بطله والجهة المنتجة له ينال على أعلى نِسَب مشاهدة إلكترونية إلا أنّ هذا ليس معياراً لنجاحه بل واجه العمل الكثير من الإنتقادات خاصة تلك التي إعتبرت أنّ بطل المسلسل محمد رمضان يُكرِّر نفسه مقارنةً بمسلسل "الأسطورة" ولم يستطِع أن يكون رمضان في الصدارة، وبدورنا نعتبر أنّ رمضان يجب أن يغيب عن الشاشة الصغيرة في الموسم الرمضاني القادم مثلما يعتمد على هذه الإستراتيجية الفنية العديد من نجوم الدراما خاصة أنّ رمضان سيطل على جمهوره خلال الفترة القادمة عبر فيلميْن ألا وهما "الديزل" و"الكنز" بجزئه الثاني.
كما أنّ مسلسل "ممنوع الإقتراب أو التصوير" لم يُساعِد بطلته الممثلة المصرية زينة لمنافسة النجوم الآخرين وتحقيق مركزٍ لها خلال هذا الموسم على عكس ما حقّقته زينة في السنوات الأخيرة حينما قدّمت أدواراً ببطولة ثانية مثل مسلسل "لأعلى سعر" أو في أعمال إعتمدت على بطولة ثنائية مثل مسلسل "زواج بالإكراه".
أيضاً، إنّ مسلسل "مليكة" ورغم أنّ قصته مُشوِّقة وأداء بطلته الممثلة دينا الشربيني يُعتبَر جيّداً إلا أنّ دينا ما زالت غير قادرة على تحمُّل مسؤولية البطولة الرئيسية، وهذا ما يدفعنا للإستغراب من خطوة المنتج تامر مرسي في الإقدام على تنفيذ هذا العمل وهو صاحب رؤية فنية لأنه من أهم منتجي الدراما المصرية لكنه أخفق في خوض هذه التجربة مع دينا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أعمال أخرى لم تُحقِّق النجاح المرجو خلال هذا الموسم مثل المسلسل السوري "عطر الشام 3"، المسلسل المصري "قانون عمر" وغيرها...
في الختام نشير إلى أنّ نجاح أو إخفاق أي عمل درامي يتحمّله جميع القائمين على العمل مع كافة عناصره الدرامية ولا يتحمّله بطل العمل بمفرده، ومن المتوقّع أن تُحقِّق بعض الأعمال الرمضانية نجاحاً أكبر بعد عرضها الثاني لاحقاً.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية