هكذا جَسَّد باسل خياط شخصيته في "الرحلة"، ولهذا السبب يجب التعاطف مع دوْرِه!
منذ بداية عرض المسلسلات خلال الموسم الرمضاني الراهن، لفت الممثل السوري باسل خياط أنظار الجمهور بشخصيته في مسلسل "الرحلة" حيث قدّم دور د. أسامة وهو مريض سايكو. مع الإشارة إلى أنّ هذا المسلسل من بطولة باسل خياط، ريهام عبد الغفور، حنان مطاوع، مي سليم، وليد فواز وغيرهم، تأليف نور شيشكلي، سيناريو وحوار عمرو الدالي وأحمد وائل، إخراج حسام علي، إنتاج مشترك بين شركة سيلمديا، تريلر بيكتشرز وماكس برودكشن.
مع وصول العمل لحلقته الرابعة والعشرين باتت ملامح تلك الشخصية "المُعقّدة" أكثر فهماً للجمهور كي نستطيع تحليلها، ففي الحلقات الأولى من مسلسل الرحلة يرى الجمهور شخصية د. أسامة بأنّه شخصاً ظالماً، عنيفاً ويكره زوجته رانيا(الممثلة ريهام عبد الغفور)، لكن مع تطوّر الأحداث بات المُشاهِد متعاطفاً مع شخصية أسامة لأنّه إنساناً مظلوماً يعيش في عقدته النفسية منذ طفولته بعدما تركته والدته من أجل عشيقها، فنضج وكبرت المخاوف داخله من خسارة الأشخاص الذين يحبّهم مع قلقه الدائم من شرورهم، لذلك يحب أسامة زوجته وإبنته على طريقته الخاصة رغم أنّ طريقته "مَرَضيّة".
هذا التحليل لشخصيته يتجلّى مثلاً في مشهدٍ ضمن الحلقة الثانية والعشرين حين نرى أسامة وهو يهتم بإبنته سلمى فيريد إبعادها عن كل الناس مثلما فعل مع والدتها وهو بنظره يحميها من الشر لدى البشر، وفي حوار مع زوجته يقول لها أنّه يريد أن تصبح إبنته عالمة أو رائدة فضاء كي تكون بعيدة عن الأرض والناس! وفي حوار آخر بين الأب وإبنته تسأله عمّا لو كان قد إشتاق إلى زوجته فيرد بعبارة "وحشتني أوي"، من ثمّ يبوح لصديقة زوجته (حنان مطاوع) بالقول:"أنا بعمل كل ده مع بنتي سلمى عشان أطمِّن رانيا...".
لا شك في أنّ هذه الشخصية الدرامية هي معقّدة وتحتاج لمتابعة الأحداث بشكل متواصل للتعمّق بشخصية د. أسامة كي نفهم السر الكامن وراء تصرفاته. ورغم أنّه سبق وتمّ تقديم شخصية "المريض النفسي" في الروايات والمسرحيات وحتى الأساطير القديمة منذ زمن بعيد لعل أشهرها شخصية أوديب المعروفة بعقدة أوديب والتي ترتكز عليها دراسات فرويد، كما قدّم بعض الممثلين شخصية "المُعقّد نفسياً" في الدراما العربية التلفزيونية والسينمائية لكن أتت شخصية أسامة بشكل مختلف عن كافة الأعمال السابقة، وفي الختام يطرح التساؤل نفسه، ما هو مصير د.أسامة في نهاية مسلسل "الرحلة"؟!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية