هل يُعتبَر فيلم "أبلة طم طم" مع ياسمين عبد العزيز للصغار فقط، وما علاقته بفيلم "الإرهاب والكباب"؟!
لا شكّ في أنّ الممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز هي من أبرز النجمات اللواتي يُقدّمن نوع الدراما الكوميدية في الأعمال السينمائية والتلفزيونية على حدّ سواء، ولطالما حقّقت أعمالها نجاحاً عربياً لكن للأسف شعرنا بخيبة أمل بعد مُشاهدتِنا لفيلمها الجديد "أبلة طم طم" !
تمّ طرح فيلم "أبلة طم طم" في دور العرض السينمائية المصرية وكذلك في لبنان مع إنتهاء شهر رمضان المبارك وبداية موسم عيد الفطر خلال الأيام القليلة الماضية، وهو من تأليف أيمن وتار، إخراج علي إدريس وإنتاج لؤي عبد الله، وبحسب مُشاهَدتنا لهذا الفيلم سنُسجِّل بعض الملاحظات وأوّلها أنّ العمل موجّهاً أكثر لفئة الصغار من الجمهور وليس بمستوى الأعمال السابقة لبطلته.
تدور كل أحداث هذا الفيلم في ذات الزمان والمكان خلال يومٍ واحدٍ في مدرسة إسمها "مدرسة Eagles النموذجية" حيث تُجسِّد الممثلة ياسمين عبد العزيز دور مُعلّمة موسيقى تُدعى "أبلة طم طم" وهي فتاة ضعيفة تعيش فوبيا من المرتفعات ومن الظلمة ويُعاملها والدها كأنها بمثابة طفلة، تبدأ القصة حينما يهرب بعض المسجونين من السجن عبر أنفاق تحت الأرض لينتهي بهم النَفَق فيَصِلون إلى هذه المدرسة عن طريق الخطأ ليُقرِّروا المُكوث فيها، وتعتقد إدارة المدرسة بأنّهم وفداً من وزارة التربية متنكّرين بملابس المسجونين لحين يأتي الوفد الحقيقي بشكل مفاجئ وبعدها يقوم المسجونين بتهديد التلاميذ والأساتذة ويحتجزونهم كرهائن، لكن تهرب " أبلة طم طم" مع بعض التلاميذ في إحدى غرف المدرسة وتُخبِر الشرطة بحقيقة ما حصل مع المسجونين وعلى رأسهم "عناني" أي الممثل بيومي فؤاد ومعهم أيضاً الممثل أيمن وتار الذي ألّف قصة هذا الفيلم حيث يؤدي دور شاب يُدعى سامح سُجن بسبب مخالفة مرور لذا لا يشبه باقي العصابة الذين سُجنوا بأسباب جرائم مثل القتل والإغتصاب.
تنتهي أحداث الفيلم بإنقاذ الشرطة لكل المتواجدين في المدرسة بعدما يتنكّر الضابط (حمدي الميرغني) بشخصية طبيب لكي يُعالِج سامح الذي إتفق مع أبلة طمطم بالتمثيل على باقي المسجونين بأنه مريضاً بداء السّكري ويحتاج إلى طبيب كذريعة ليدخل الضابط وينقذهم، فتُختتم الأحداث بخطف عناني لأبلة طم طم لكنها تفرّ منه لتظهر بأنّها تمرّدت على ضعفها. وفي نهاية الفيلم عُرِضت أغنية بصوت البطلة تقول فيها:" ما تخافش من الظلمة وما تخافش من حاجة هبلة خليك زي الأبلة..."، وكأنّ هذه الأغنية هي رسالة الفيلم الموجّهة للصغار فقط، علماً أنّ الفيلم هو عائلي وغير مُصنّف عمرياً، ولاحظنا أنّه خلال عطلة نهاية الأسبوع كان هناك إقبالاً في لبنان على هذا الفيلم بحضور من الصغار.
في سياق آخر، نُسجِّل بعض الملاحظات حول هذا العمل السينمائي، بدايةً نُشير إلى أنّه إعتمد على فكرة مُشابِهة لفيلم "الإرهاب والكباب" لناحية كيفية تورُّط الأبطال كإرهابيين مع مطالبة الدولة بأمور غريبة، بمعنى أنّ الزعيم عادل إمام ونجوم فيلم "الإرهاب والكباب" يتورّطون دوناً عن إرادتهم في الإرهاب أمام رجال الشرطة، كذلك الأمر بالنسبة للمسجونين الهاربين من السجن في فيلم "أبلة طمطم" فهم إضطروا لإحتجاز التلاميذ والأساتذة كرهائن بهدف الهروب من السجن وليس في نيّتهم أي عمل إرهابي مثلما ظهروا أمام رجال الأمن، أيضاً أبطال فيلم "الإرهاب والكباب" يُطالبون الدولة بتناول وجبة كباب وهذا ليس بمطلبٍ من إرهابيين، كذلك الأمر في فيلم "أبلة طمطم" حيث طالب المسجونين بتناول "الفطير والعسل"!
فيما خصّ الحوار في هذا الفيلم، لقد لاحظنا أنّ المؤلِّف إعتمد في الكوميديا الخاصة بالفيلم على بعض العبارات التي تُشير إلى بعض المشاهير، مثلاً يُكرّر الممثل بيومي فؤاد في حواره عبارة "حد ليه شوقا في حاجة؟" وهي ذات العبارة التي إشتهرت على لسان الممثل الراحل محمود عبد العزيز في فيلم "إبراهيم الأبيض" (بطولة أحمد السقا)، وفي مشهدٍ آخر حين يمر أمام المدرسة بائع "خرضوات" يقول الضابط (حمدي الميرغني) :"هوّا فاكر نفسو عبد الغفور البُرعي؟" في إشارةٍ إلى دور الراحل نور الشريف في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، وخلال مشهدٍ نرى فيه أحد الشخصيات وهو يشكو أمره للضابط يرد عليه قائلاً:"إنت فاكرني ريهام سعيد؟!"...، وهذا الأسلوب في إقتباس عبارات وأسماء مشاهير يُكرّره المؤلف أيمن وتّار في معظم أعماله الأخيرة.
من ناحية أخرى، إعتبرت بعض الآراء إلى أنّ فيلم "أبلة طم طم" هو تكرار لفيلم "أبلة دودي" لكنّنا نرى العكس صحيحاً، ففيلم "أبلة دودي" كانت البطلة تهرب من العدالة لحين تصبح "دادا" لأولاد مسؤول أمني، وتُعَدّ الأحداث في الفيلم المذكور غنيّة جداً وقصته تُلائم كافة أفراد الأسرة إلا أنّ الفيلم الجديد "أبلة طمطم" فيه بعض الملل لناحية كيفية تطوّر أحداثه رغم أنّ الحوار كوميدي بإمتياز، لكنّه مُوجّهاً للصغار لأنّه يُعتبر فيلماً مُسلِّياً وهادفاً لهم فقط. وبعد هذه التجربة السينمائية، نعتقد أنّ الممثلة ياسمين عبد العزيز أخفقت هذه المرّة في إختيارها لهذا العمل مقارنةً بأعمالها السابقة.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية