في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية والتقلبات الحادة في أسعار الصرف، تواجه كبرى شركات التكنولوجيا تحديات متزايدة تدفعها إلى إعادة النظر في استراتيجيات التسعير. ومن بين هذه الشركات، أعلنت SONY اليابانية، الرائدة في مجال الترفيه والألعاب الإلكترونية، عن تعديل أسعار جهازها الشهير PlayStation في عدد من الأسواق الدولية. ويأتي هذا القرار في سياق أوسع من التحولات الاقتصادية والتجارية التي تؤثر على سلاسل الإمداد العالمية وصناعة الإلكترونيات بشكل عام.

وقد أعلنت شركة SONY اليابانية، الرائدة في مجال الترفيه، عن رفع أسعار عدة طرازات من جهاز ألعاب الفيديو Playstation 5 (PS5) في عدد من الأسواق، باستثناء الولايات المتحدة، مبررة القرار بالتحديات الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع معدلات التضخم وتقلبات أسعار الصرف. وجاء في منشور على المدونة الرسمية لـ PlayStation أن هذه الزيادات ستشمل مناطق أوروبا، الشرق الأوسط، إفريقيا، أستراليا ونيوزيلندا، حيث سيتم تعديل سعر التجزئة الموصى به للأجهزة.

في التفاصيل، أكدت SONY لوكالة فرانس برس أن سعر النسخة الرقمية من PS5 (PS5 Digital Edition) سيشهد ارتفاعًا يتجاوز 10% في بعض الأسواق، ليبلغ 499.99 يورو في أوروبا مقارنة بالسعر السابق 449.99 يورو. الزيادة تطال أيضًا الطراز المزود بمشغل أقراص Blu-ray، في أسواق تشمل المملكة المتحدة، أستراليا، ونيوزيلندا. في المقابل، تخطط الشركة لتخفيض سعر مشغل الأقراص الذي يُباع بشكل منفصل.

وذكرت SONY أن الأسعار المعدلة ستدخل حيز التنفيذ بدءًا من الاثنين، لكنها أكدت أن جهاز PS5 Pro، النسخة الأقوى والأعلى سعرًا والذي طُرح في نوفمبر، لن يتأثر بالتعديلات السعرية.

يأتي هذا القرار في ظل اضطرابات عالمية أفرزتها السياسات التجارية الأميركية، حيث أدت التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى زعزعة استقرار سلاسل توريد الإلكترونيات، وخاصة في آسيا.

ورغم إعلان واشنطن مؤخرًا عن إعفاءات جمركية لبعض المنتجات التكنولوجية المتقدمة، إلا أن ترامب عاد ليحذر من أن "لا دولة ستكون بمنأى" عن سياساته التجارية، موجهًا انتقادات متجددة إلى الصين، ومشيرًا إلى خطط مرتقبة لفرض رسوم جديدة على أشباه الموصلات القادمة إلى الولايات المتحدة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ وتعكس هذه الخطوة من SONY التأثير المتزايد للأزمات الاقتصادية والجيوسياسية على صناعة التكنولوجيا، إذ باتت الشركات مضطرة إلى التكيف مع ضغوط السوق العالمية لحماية هوامش أرباحها. وبينما قد تؤثر هذه الزيادات على القدرة الشرائية لبعض المستهلكين، يبقى الإقبال على أجهزة PS5 مرتفعًا في العديد من الأسواق، مما يشير إلى استمرار الطلب القوي على منصات الألعاب المتطورة، رغم التحديات الاقتصادية.